المقالات

الإعلام المعتدل ..... بمواجهة الإعلام المتطرف


إن مشكلة الخطاب الإعلامي لدى أصحاب التوجهات الطائفية هي الحالة العاطفية الطاغية على هذا الخطاب والحالة الشعارية وحالة الانغلاق على الرأي الأخر بعد رفضه رفضا مطلقا إلى حدود التكفير واستباحة الدماء التي حرمها الله تعالى , وكما هو معروف إن العاطفة جزء ضروري من خطاب الجمهور ولكن من الخطأ الاقتصار على لغة العاطفة في خطاب الجمهور ولا بد من استخدام لغة العقل واحترام ثقافة الأخر وتقبلها بصدر رحب , كذلك احترام شهدائه الذين يقدمهم يومياً فداءً للوطن والدين وإطلاق عبارة شهيد عليهم بدل من قتلى و ضحايا.

كما إن هناك مجموعات سياسية وإعلامية تتظاهر بالحرص على الديمقراطية وحقها في النقد عندما يكون من مصلحتها شَهر هذا السلاح , خصوصاً عندما تكون في موقع ادني , تعاني فيه تسلطاً وضغوطاً من الموقع الأعلى , لكنها سرعان ما تتنكر لهذا الحرص عندما تنتقل إلى الموقع الأعلى ويرُفع عنها كابوس الضغط لتمارس تسلطاً يفوق التسلط الذي تعرضت له وتكمم الأفواه التي تحاول النقد وتستهدف ذكر الأخطاء لان الكثير منهم لم يتعود ألا على رؤية السلبيات والشك في كل تصرف والتعامل مع المواقف من خلال نظرة مدانة تفترض النوايا السيئة بالآخرين . 

إن للمثقفين اليوم أدباء كانوا ومفكرين دورا أساسيا في بعث نهضة ثقافية وطنية شاملة تتناول تعديلاً جوهرياً للمفاهيم العامة وطرائق التفكير والتصرف وهذا الدور هو الذي يجب إن يرسموه بأيديهم وان يشرعوا بتنفيذه على غير تمهل أو تأجيل لان عليه تبنى محاولة التحرر الصادق لشعوبنا الأصيلة المستعدة للتحرر من الأفكار البالية التي غزت وطنا العربي والإسلامي من دول الجوار وتريد بناء - أمارة خلافة - على غرار أمارة طالبان في أفغانستان .. لنشر الفوضى والعمليات الانتحارية والقتل على الهوية تحت راية علمهم الأسود المتمثل بسواد بصيرتهم, وما هو ألا صراعا بين القوة والضعف وبين العلم والجهل في أدنى منطق صحيح. 

فعلى هؤلاء إن يتقوا الله في الخطاب الإعلامي ولا يبتغوا مرضاة طوائفهم وأحزابهم فقط فقد يكون فيهم من يستجيب للشعار والعاطفة وقد يكون الخطاب الطائفي والشعاري أسرع قبولا في وسط الجمهور ولكنه خيانة للوطن وللدين نفسه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك