المقالات

تَضْليلٌ!

1273 2015-03-11

على الرّغم من انّ الاعلام الطّائفي يعلمُ، عِلمَ اليقينِ، أنَّ التّصريحات المنسوبة لاحد مستشاري الرئيس الإيراني الشيخ روحاني بشأن العلاقة بين بغداد وطهران، جاءت في إطار الحرب النّفسيّة وحرب الاعصاب التي تشنُّها طهران ضد خصومها في المنطقة تحديداً، وهي بالمناسبة فنّانةٌ جداً وذكيّة ومبادِرة وناجِحة بامتياز على هذا الصعيد، الا انّه، الاعلام الطائفي، حاول توظيف التصريحات بطريقة مفضوحة ليحشّد خلفه المرعوبين، في وقتٍ تخوض فيه القوّات المسلّحة العراقيّة، ومعها قوّات الحشد الشّعبي البطلة وقوات البيشمرگة المقتدِرة، أشرس المعارك ضِدّ الارهاب الذي بيّض وفقّس ونما وترعرع وانتشر برعاية نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية تحديداً.

من جانب آخر، تجاهل هذا الاعلام الطائفي التّصريح الوطني الموزون الذي صدر عن وزارة خارجية جمهورية العراق والذي شدد على انّ العراق دولة مستقلّة وذات سيادة، وذلك في معرض ردّه على تصريحات المستشار المشار اليه. وليس غريباً ان يتعامل هذا الاعلام بهذه الطريقة الطّائفية المفضوحة مع العراق الجديد، فبعد كلّ الجهد السّلبي والمدمّر الذي بذله نظام القبيلة الفاسد ضد العراق منذ سقوط نظام الطّاغية الذّليل صدّام حسين في التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ ولحد الان لتقويض سلطة الأغلبيّة، الا انه فشلَ فشلاً ذريعاً في كلّ مساعيه، خاصّة تلك التي حاول بها تضليل الراي العام العالمي من ان طهران تبتلع بغداد! على حدّ وصفه، فها هي سلطة الأغلبية في النظام البرلماني الفيدرالي والديمقراطي الدستوري تشتد قوّتها وعزيمتها وشكيمتها يوماً بعد آخر، بل انها تحوّلت الى مصدر الهام للكثير من شعوب المنطقة، حتّى بات نظام القبيلة الفاسد يراها في مناماته وأحلامه وكوابيسه المزعجة! وهي تحاصره من كل الجهات!.

لقد أرادوا توظيف عملية (تمدّد الفقاعة) وبسط الارهابيين لسلطتهم على اكثر من ثلث مساحة البلاد، للضّغط على سلطة الأغلبية، لابتزازِها، في عمليّة سحريّة خائبة، اذا بالمرجعية الدينية العليا تقلب الطاولة على رؤوسهم فينقلب السّحر على السّاحر، ولسان حالهم؛ يا ليتنا لم نفعلها! فبدلاً من ان يسخّروا تمدّد الارهابيين لضرب واضعاف سلطة الأغلبيّة، او تقويضها اذا ما تمكّنوا، اذا به يتحوّل الى اداةٍ بيدها لتوحيد صفوفها وتعبئة قواها لتكريس سلطتها، ثم جاءت الانتصارات الباهرة المتلاحقة والتعامل الإنساني والوطني في هذه الحرب على العكس من كلّ التوقعّات والاحتمالات التي ظل الاعلام الطائفي ينفخ بها ويضخّمها لارهاب الاهالي من خطر الانتقام وما أشبه! لينقلب السحر مرة اخرى على الساحر، اذا بقيادات (سُنّيّة) سياسيّة وعسكريّة وعشائريّة ووجهاء كثيرون جداً يُعلنون انضمامهم الى الحشد الشّعبي تحديداً، وإعلانهم انهم جنود تحت إمرة (النائب حسن العامري) على حدّ قولهم!.

وصدق من قال (رُبَّ ضارّةٍ نافعةٍ) و (الخيرُ فيما وَقع) فمن أراد تفتيت العراق بالارهاب، وظّفهُ العراقيون لرصّ صفوفهم وشدّ آزرهم وتوحيد كلمتهم وردم الفجوات العنصريّة والطائفيّة والمناطقيّة خلف المرجعية الدينية العليا وخلف القيادة الميدانية التي نظّمت الحشد الشعبي في حربٍ مقدّسةٍ حقيقيّةٍ وليست استعراضيّةٍ، كما فعل الاْردن، أحد رُعاة الارهاب ومنابعه، عندما ذرّ الرّماد في عيون الراي العام الأردني وامتصّ غضبهُ! بعدّة طلعات جوّية وهميّة، قال انّه دمّر فيها نصف قوّة الارهابيين، لازال يتاجر بها هنا وهناك، يقبض المال ويستدرّ عطف المجتمع الدولي!.

انّ العراقيين لا يتاجرون بدمائهم الا مع الله تعالى والوطن، فهم يدافعون اليوم عن بلدِهم وأنفسِهم وحضارتهِم وثقافتهِم وتاريخهم من هجمة بربريّة مدعومة بفتاوى التّكفير والبترودولار والاعلام الطائفي، تسعى لتدمير كلِّ شيء، ولكن هيهاتَ هيهاتَ باذن الله تعالى، فلقد لاحت في الأفق بشائر النصر العراقي المؤزر.
{وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك