المقالات

نهر الدم.. وأحرار حطموا آخر الأصنام/ مديحة الربيعي

2488 2015-03-01

مديحة الربيعي

للعبودية وجوه كثيرة, فأدعاء الانسان الحرية محض أفتراء, إذ نادرا ما تجد أنسان حر تنطبق, عليه الكلمة بمعناها الدقيق, رغم أن الأصنام سقطت منذ بزوغ فجر, الرسالة الإسلامية, الا أن الأنسان سرعان, ما وجد بدائل لأصنام الحجرية, وبنى أصناما, داخل نفسه ليقدم لها, فروض الطاعة كل يوم.

السلطة صنم, والثروة صنم, والغريزة صنم, وحب الشهوات صنم, كل تلك الأصنام ,لم يتمكن بعض الناس, من أطاحة رؤوسها, مبكراً بطاعة الباري والرضا بقضائه, فأستعبدتهم وأصبحوا, تماما كأصحاب, العجل من قوم (موسى عليه السلام), حين أشرب في قلوبهم, وهم بطبيعة الحال, لا يختلفون كثيراً عن قريش, التي كانت تعبد أصناما حجرية, ألا أن الفرق الوحيد أن , هؤلاء يدعون الإسلام, وقريش تعلن الأشراك جهارا.

البحث عن الحرية, رحلة تبدأ عندما, يتحرر الأنسان, من ذل العبودية للأشياء, ويصبح سيداً بعبوديته للخالق, الذي خلقه لطاعته, وسخر له الدنيا, بما فيها بأعتباره المخلوق المفضل بالعقل.

عندما يدرك الانسان, قيمة عطاء الخالق, والهدف الذي خُلق من أجله, عندئذ يتحرر من قيود العبودية, وتبدا رحلته نحو الخلود, وهكذا كان نهج الانبياء (عليهم السلام) وأئمة الهدى, والصالحين والسائرين على نهجهم.

أذن هي ثورة على النفس, تمثل نقطة البداية, وعندما تمتزج بالإخلاص, للخالق عندئذ ينسج العطاء, في سبيل الدين والمبدأ, تلك الثورات الأسطورية, التي تنحت أسماء أبطالها في قلب وعقل التاريخ.

كربلاء ثورة غيرت مجرى الثورات, لأنها كانت خالصة, للباري جل وعلا, عطاء منقطع النظير, من سيد الأحرار, وآل بيته وصحبه ( عليهم السلام), فقابله الباري بعطاء أكبر, كيف لا وهو الخالق الكريم.

مثلي لا يبايع مثله, تلك الصرخة التي أطلقها, سيد شباب أهل الجنة ( عليه السلام), التي أصبحت بحد ذاتها, فيما بعد منهاجا للأحرار, وهذا هو سر بذل المهج, وتقديم الأرواح, قرابين في سبيل الأرض والعرض, عندما يكون التحرر, بحد ذاته قضية.

نفوس مطمئنة, وعيون تغفوا على , صوت الرصاص, بدلاً من هدهدة الأمهات, حين يكون التحرر قضية, عطاء يتبعه عطاء, ونهر من دم بدأ مجراه, من بلاد الرافدين, ليختنق دماً, كل من يفكر أن العراق, طعم يسهل أبتلاعه.

شباب تركوا الأهل, واستودعوا ودائع لدى الباري, وأتجهوا صوب الشهادة, وسعوا أليها, لمن يسأل عن سر عطائهم, أنه التحرر من ذل الحياة, والتغلب على الشهوات, فلا تستغربوا, من شباب حطموا رؤوس الأصنام, وأتخذوا من هيهات منا الذلة شعاراً, فتحية لكم أيها الأحرار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك