المقالات

إيران العظمى ....!

1458 22:15:08 2015-02-27

استطاعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال ثلاثة عقود ونصف ، ان تحمل تسمية " إيران العظمى " بحسب قياسات مفاهيم العلوم السياسية ، وفي ضوء معطيات القوة والنفوذ ، ودورها في التوازنات الدولية ، وكفاءتها في المناورة السياسية وتطويرها الدائم في موارد التنمية الإقتصادية ، ومع أزمة إنخفاض سعر النفط فأنها أقرت ميزانية لهذا العام 2015، تبلغ نحو 300مليار دولار امريكي ، تبدء مع السنة الفارسية في آذار المقبل ...!
يحدث هذا وإيران تعاني من حرب اقتصادية وعلمية وحصارات متنوعة من دول اوربا وامريكا والعالم .

تملك ايران اليوم نفوذ سياسي وعسكري وتبسط قرارها على مساحة تزيد على قارة كاملة ، وإذ تستحوذ بصورة شبه تامة ، أو اللاعب الأول في استراتيجية القوة والنفوذ والهيمنة ، في ملفات سوريا ولبنان والعراق واليمن ، فأن أثرها لايقل أهمية ومكاسب في العديد من دول آسيا الوسطى وشبه القارة الهندية ، واماكن أخرى في افريقيا وامريكا اللاتينية .

بإختصار شديد فإن ايران وفق هذه الإمتدادات الجيوسياسية ، تعبر عن إمكانات مادية هائلة ، وقبل ذلك تترجم امتلاكها لعقل قيادي ناجح في رسم استراتيجيات وتطبيقها وفق ماتسمح به المعطيات الداخلية والدولية ، وهنا يبرز عنصران مهمان الأول يوسم بالإخلاص الوطني ، والثاني يكرس مايشاع عن الرجل الفارسي من صبر وإناة وهو ينسج سجادة " الكاشان " الشهيرة في زمن يمتد سنوات عديدة .

إيران العظمى يمتد نفوذها السياسي والعسكري من عمق آسيا الوسطى الى شواطئ البحر المتوسط ، وهي تحادد اسرائيل في الجنوب اللبناني ، وتضايقها من خاصرتها الجنوبية عبر حماس والجهاد ، هذا الإمتداد الشرقي لإيران يناظره أمتداد آخر نحو الغرب والجنوب يوصل ثقله الجغرافي في اليمن وسلطة الحوثيين وشواطئ بحر العرب والبحر الأحمر . واذا ماوضعنا إطلالة ايران على الخليج العربي ، فأنها تسيطر على نحو 80% من ممرات ومخازن الطاقة في العالم .

إيران يتوازن وجودها و قرارها اليوم مع القوة العظمى الأولى في العالم "امريكا " في محيط دول الشرق الأوسط والخليج العربي ، والصراع العربي _ الإسرائيلي، الذي انعطف بإتجاه جديد هو الصراع الإيراني _ الإسرائيلي ..، كما يتوازن في العراق ، ويتفوق في سوريا ولبنان واليمن .

إيران ماضية في تطوير وتنفيذ برنامجها النووي ، تناور بدهاء سياسي نوعي منذ عشر سنوات في كسب الوقت والوصول الى نقطة اللاعودة في صناعة السلاح النووي ، الذي سيضع العالم الغربي في حراجة واستسلام اضطراري ، كما سيعطي لها جيوش متنوعة من هويات عربية وإسلامية متنوعة ، كما حصل في تجربة حماية سوريا الأسد من السقوط رغم إجتماع دعم اكثر من سبعين دولة هي الأولى في قوة الجيوش والأموال ...!؟

يطول الحديث عن إيران ومقدراتها واساليبها الذكية في التفوق وخلق الإرادات وتنميتها حتى اصبحت دولة عظمى ، تلك ليست بظاهرة مستحيلة أو اسطورية لوتوفرت الإرادة الوطنية المخلصة لحب الوطن والولاء له ، وقوة ضبط داخلي للنظام السياسي ومركزيته ، وبناء يتفوق على معدلات الفساد في البلاد .
لكن تلك معادلات مفقودة في بلادنا العربية ، بل اصبحت أصعب مايكون ،وسط خيانات الساسة والأنظمة وضياعها المتنامي ، وصراعاتنا الطائفية التي أجلت أي مشروع للتطور وبناء موقف عربي موحد ، او استراتيجية حماية للوطن الضائع من المحيط الى الخليج .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك