المقالات

لماذا حل الارهاب في هذه الدول؟

1223 2015-02-20

منذ سنوات طويلة والعراق يكابد الامرين من الارهاب ومن جميع الدول المحيطة والبعيدة , وعندما نستعرض الدول التي جاء منها الارهابيون نجدها كثيرة جدا منها السعودية والكويت ومصر والسودان وتونس وليبا وسوريا وفلسطين والاردن والجزائر وغيرها ...
وجاء الان عدد غير قليل من الجنسيات الاوربية لينضموا الى تلك الدول فصار العدد كبيرا جدا على الاحصاء .
وكان السبب وراء وجود هذه الاعداد الهائلة من شذاذ الافاق هو ان البعض منهم كان مرسلا من قبل حكومات بلدانهم وهؤلاء كانوا القلة منهم وكان البعض الاخر ينفذ مخطط حكومة بلده في العراق من دون تنسيق معها والبعض الثالث كان عنده اتفاق مع الحكومة العراقية على ان يقاتلوا ضد الامريكان حتى ان البعض من ضباط الامن العراقيين كانوا قد ذهبوا الى افغانستان من اجل هذه المهمة كما ورد في اعتراف بعض المعتقلين والبعض الرابع كان موجودا في العراق ويعمل مع الحكومة العراقية في الاجهزة الامنية والعسكرية ...
وكان العدد الاكبر منهم قد لقي حتفه في العراق الا ان البديل كان عراقيا ولم يكن من تلك الدول لان اكثر الذين رجعوا الى بلدانهم كانوا قد ندموا ولذلك لم يعودوا ولا شجعوا على الذهاب الى العراق من جديد.
وبعد مرور سنوات صارت المشكلة ليست بين الارهابيين وبين بقية الشعب العراقي ولكن صارت المشكلة بينهم وبين ابناء المناطق التي احتضنتهم فصار وجودهم مشكلة عندهم لان الارهابيين القادمين من الخارج كانوا يريدون ان يتسلطوا ويقودوا وابناء تلك المناطق لم يتعودا على ان يكونوا اتباعا ولذلك قام البعض من ابناء تلك المناطق بالسعي للخلاص منهم ووصل بهم الامر الى ان يضعوا ايديهم بيد الامريكان من اجل الخلاص فظهرت الصحوات التي قامت بالدور الاكبر من جهد التخلص من الارهابيين .

ولم يبق الكثير من الارهابيين الاجانب بعد تلك التطورات لان الصحوات قامت بدور كبير في القضاء عليهم وعلى تسلطهم على ابناء المدن العراقية .
وبعد ظهور الصحوات وعودة المغرر بهم من الاجانب الى بلدانهم بدات مرحلة جديدة من التاريخ عندما صارت بعض الدول في مهب الريح اثناء احداث الربيع العربي خصوصا مصر وتونس وليبيا وسوريا.

وبعد ان تبين ان النصر قادم لهذه الثورات بدات المرحلة الجديدة وهي مرحلة المواجهة بين ابناء الوطن والثقافة التي انتشرت بسبب عداء الشعب العراقي من قبل هذه الحكومات الفاسدة والمستبدة فعاد الارهاب الى مصر من مصر والى تونس من تونس والى لبييا من ليبيا والى سوريا من سوريا وهكذا . 

والتساؤل الاساسي ماذا حصل حتى تصاب هذه الدول بهذا الوباء بالاضافة الى عدد من دول الخليج التي اصيبت قبلها كالسعودية والكويت اللتين لازالتا تعاني من هذا البلاء لولا تدخل المخابرات الاردنية والغربية في حمايتها من الاعمال الارهابية ؟؟؟؟.
والجواب واضح جدا فان دماء العراقيين التي سالت طوال هذه السنوات لن تذهب هدرا وان ما يقع الان ليس الا اثر طبيعي لما عاناه العراقيون من تلك الحكومات الفاسدة والعميلة للشيطان .

وفي الوقت الذي ناسف فيه على ذهاب الابرياء من هذه البلدان نتيجة ضرب الارهاب لهذه الدول نعتقد ان هذا الامر كان متوقعا منذ ان زرعت هذه الدول ابناءها في ارض الانبياء ولم تتخذ موقفا مشرفا عندما كانت تسقط المئات من الضحايا في مختلف المدن العراقية وخاصة المدن المقدسة .
فعندما كنا في الحج وجدنا احد الاشخاص الذين كانوا يؤدون عمرة نيابة عن طاغية بغداد المقبور وعندما سالناه لماذا تقوم بذلك , اجاب انه كان حاكما عادلا ويدافع عن القومية العربية.

فقلنا له لو كان صدام حاكما لكم وانتم تذمونه لم نكن لنقول لكم هذا الكلام ثم كيف تنسون مئات الالاف من الضحايا في بلادنا وكأن صدام بشر وبقية الشعب ليس كذلك وهو يستحق الحياة ونحن لا نستحق ...
ولم يخطر في بال هذا وامثاله ان الارهاب والقتل الذي يفتك بالشعب العراقي سيفتك يوما بابناء بلده وهذا ما حصل بالفعل ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك