المقالات

الشيعة تلاميذ الدرس الأول..! / قاسم العجرش

2234 2015-02-19

قاسم العجرش

يسعى أي منا الى المضي بحياته قدما الى نهايتها، بحد أدنى من المشكلات، وكي يصل الى هذه الخاتمة السعيدة وفقا للمنظور العلماني، أو أن يدخل حفرته مطمئنا آمنا، وفق قاعدة الآية الكريمة:" يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً "، عليه أن يستوعب أحد درسين مهمين.

الأول: إننا إذا حولنا أعدائنا الى أصدقاء، فذلك أفضل من قتلهم، وهذا هو المعيار الوحيد الصحيح، في قبول الناس ما تقول وما تريده، وهذا بالضبط ما يسعى له المسوق الناجح لأفكاره، لأن ليس من المعقول أن نتخلص من مخالفينا بالقتل، إذ أن يوما سيأتي على الأرض، ليس فيه بشر، إلا بقايا عظام وجماجم!

إن الذي يعتقد أن نشر أفكاره ورؤاه، يعتمد على مدى قدرته على مهاجمة الآخرين، محولا إياهم إلى خصوم، كاشفا عوراتهم وهاتكا أستارهم، متصورا أن ذلك وحده الأسلوب الصحيح, فقد فاته أن تسليط الضوء على السلبيات فقط، دون خلق جو يوضح للآخرين، ما يريد وما يبشر به من حلول، تحمل في طياتها ما ينفعهم، ويقدم لهم صورة ناصعة عن معتقده, قد يحرمه مساندتهم وتأييدهم، ويفقده قلوبهم وعقولهم..

في الدرس الثاني: ثمة حقيقة هي أننا كبشر نمتلك طريقين للتعامل بيننا، هما الطريق العاطفي ونقيضه العقلي، واصطلحنا على الأول تسمية القلب، والثاني أسم العقل.

في الطريق الأول، وهو القلب، سرعان ما تغلي الدماء في عروقنا، عندما نواجه مشكلة ما، لأن القلب مضخة دم ليس إلا!

في الطريق الثاني؛ وعندما تتزاحم المشكلات في رؤوسنا، يشتغل العقل بالحد المتاح من طاقته، ويمكن بزيادة تشغيل العقل حل المشكلات! 

الخطاب الإسلامي، على مدى أكثر من ثلاثين عاما الفائتة, رأيناه قد سيطر على قلب المجتمع، بمخاطبة القلوب، وأهمل خطاب العقول. وهكذا وجدنا واعظا يرتقي منبرا لبضع دقائق, يأسر من خلالها قلب المستمع، ويسيطر على دماغه، والنتيجة أن القلب سيطر على العقل، فكانت النتيجة هذه الحركات المتطرفة، التي تصول وتجول في ساحتنا الإسلامية بلا عقل!

إن داعش والنصرة والتكفير والهجرة، وباقي الحركات التي تنتسب الى الإسلام، لا يصح أن نتعامل معها، على وفق المقولة التي يرددها الأغبياء، من أن الإسلام منها براء..أبدا ليس ليس الإسلام منها براء، فهي نتاج طبيعي لتراكم العاطفة المتطرفة، على مدى أربعة عشر قرنا.

لقد أمضى القسم ألكبر من أمتنا تلك القرون، وهو أسير العاطفة، منحيا العقل جانبا، لا يستخدمه إلا بحدود ضيقة جدا.

كلام قبل السلام: تلاميذ الدرس الأول تعلموا كيف يعيشون ويتعايشون، و تلاميذ الدرس الثاني تعلموا كيف يموتون ويميتون!..ومن المؤكد أن الشيعة من تلاميذ الدرس الأول!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك