المقالات

أمريكا: عصا وجزرة..! / باقر العراقي

1538 2015-02-14

باقر العراقي

منذ أن بدأ العصر الحديث يتوضح، برأسماله وسيطرته على منابع النفط والثروات الطبيعية، والعالم في غليان ودورات لا تهدأ، تتحرك وفق إرادة القطب الواحد بدلا من القطبين، أبان الحرب الباردة التي انتهت بسقوط الاتحاد السوفيتي، وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على القرار العالمي.

تكونت الولايات المتحدة على أنقاض شعب بدائي منعزل عن العالم، حيث كان المهاجرون اليها ومن كل بقاع العالم الغربي، يقتلون كل جنس بشري يمت للهنود الحمر بصلة، وكما حصل بفلسطين تماما، ومن هناك تآلفت القلوب،بعد حروب أهلية دامت طويلا.

المهم في نهاية الأمر أنها بنيت بتراكم خبرات وحضارات كل العالم، وأصبحت المتحكم في مال شعب الأرض كله، وإذا أرادت أن تنهي حرب أنهتها خلال أيام كما حصل في الحرب العالمية الثانية وحرب الخليج الثانية، وعندما تطيل الحرب، جعلتها كر وفر وتصريحات تمتد لثلاثين عاما، كحرب التحالف مع داعش حاليا.

ميزانية "البنتاكون" وزارة الدفاع الأمريكية أكثر من 600 مليار، وجيشها وطائراتها تحوم على كل شبر من ارض البشر، وتتدخل في كل صغيرة وكبيرة، وتحيي هذا الطرف عندما يخطو باتجاهها، وتوبخ آخر عندما، يفكر بالخروج من ربقتها.

الحقائق، تجبرنا على البوح بها، ففي آخر إحصائية لهم، أن هناك 20 ألف داعشي غربي في شوريا والعراق، فمن نظم هؤلاء؟ ومن هربهم؟ ومن دربهم؟ وما هو عمل الـ "أم اي 6" أو "سي أي ايه" أو مخابرات الدول الأوربية الأخرى؟

الحقيقة التي نعرفها جميعا أن سعر النفط العالمي، يحدد من هناك ارتفاعا وانخفاضا، حسب نسبة الفائدة لهم، أو نسبة الضر للعدو كروسيا وإيران أو حتى العراق، وبإغراق السوق بنفط الخليج المتاح لهم بكل زمان ومكان، أو الاعتماد على نفط داعش في العراق وسوريا وليبيا ونيجيريا، أو حتى النفط الصخري الغالي التكلفة.

أما أفراد ومرتزقة داعش، فينطبق عليهم نفس الطريقة، فإن قل استيرادهم من الخليج والعرب، فوكالات الاستخبارات على أهبة الاستعداد لتجنيد هذا العدد الهائل من الأوربيين، حتى أن الكثير منهم، لا يمت للتدين أو الإسلام بصلة أو قد يكون مسيحي أو حتى ملحد.

العالم يستحي من قول الحقيقة، أو إغفالها أحيانا، "كما يحصل الآن بتسليح ودعم داعش دوليا، بالرجال والمال والسلاح"، فهل أن داعش والنفط هما بمثابة العصا والجزرة؟ أم أننا سنبقى نبرر لأفعال، لا نعي خلفياتها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك