المقالات

يقينا.. الأعمار بيد الله "ذقت الطيبات كلها فلم اجد ألذ من العافية"

1268 2015-02-13


تيقنت أن الاعمار بيد الله، لحظة أبلغني الطبيب، بوجوب التداخل الجراحي، لإنهاء عارض صحي ألمّ بي.. لحظتها تداعت المواقف؛ مبتهجا بكوني لم أظلم أحداً، ولم أتسبب بضرر عامداً.. ربما سهوا؛ والأعمال بالنيات.

طال مدى البراءة، من سرير النوم، الى صالة العمليات.. يجري العمال بعجلات النقالة، والمسافة تستطيل، حتى يأس ملاكي الحارس، من بلوغها بوابة التعقيم المبالغ بشدته؛ فرفرف بجناحه، طائرا للسماء، يرتقي مدارج الأثير.

الوقت يسبق السادسة فجرا، بثوان، وأنا أسير.. تحيط بي الشراشف والإضاءة الطبية، وحديث أبله مع ممرضة، بينما طبيب التخدير يثقب أديم جلد كفي اليسرى، بمصل مضاد للصحو!

تلحف الممرضة بأحاديث لا موجب لها، سوى تهدئة توتري اللاواعي؛ كي تستجيب خلايا الجسد للبنج... أغماضة ثوان، فتحت عيني بعدها، على كثير ولكن لا أرى أحدا؛ كأنني عدت أدراجي من دون إجراء العملية؛ فمجرد إغماضة رمش، او رمشة غامضة، عجنت الوقت، مثل دقيق مطحون يداف بالماء والزيت والخل والسكنجبيل؛ فأستيقظ، من جري العمال بالنقالة، نحو صالة العمليات، على هدوء طفولتي تضج شقاوة بريئة، في ارجاء الاعظمية.. أتيه في شوارع مدن لم أرها من قبل، مثل دقيق مطحون يذرى في ريح صرصر عاتية!

أعادوني بعد ثوانٍ من توالي السرير النقال، يباري نفسه، للحاق بغرفة العمليات.. أغمض البنج عيني، فإستفقت منه، قبل ان تكتمل نصف إغماضة... كدت أسأل: "لماذا لم يجروا العملية؟ هل أجلوها؟" لولا عقارب الساعة تتأخر عن الرابعة عصرا بثوان، تعيدني الى يقين الإيمان بما أنزل الرحمن: "وقل ما يصيبنا الا ما كتب الله لنا".

المهم ألا نقدم على الظلم عامدين، وأن نمتلك شجاعة العدول عن الخطأ مقرين، وأن نصحح السهو، من دون ان نتمسك بالضلالة؛ تأخذنا العزة بالإثم.
لحظة إستيقظت مدركا نجاح العملية، بفضل الله، تيقنت من أن العناية الإلهية حاضرة، وأن الحسنة بعشرة أمثالها.. دنيا وآخرة، تدفع بلاء الحاضر، مثلما تضمن جنة الغائب.

فتبارك الله أحسن الخالقين، وجلت قدرته في ان يعطينا دروسا، من أجسادنا.. حكمة الصحة وموعظة المرض، التي لخصها سيد البلغاء.. جدي الامام علي.. عليه السلام، بالقول: "ذقت الطيبات كلها؛ فلم أجد ألذ من العافية".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك