المقالات

وئام الأديان أم وئام الإنسان؟

1625 2015-02-06

جميع الأديان السماوية، نزلت من قبل الباري عز وجل، وإن كانت تختلف في بعض تشريعاتها، بيد أنها تبقى متوافقة مع الهدف الذي شرعت لأجله، في إنسجامها مع الفطرة الإنسانية، فالنظرية الإلهية تامة الغرض، سواء من حيث النظرة الكونية الشاملة التي تتبناها، أو من خلال أيديولوجيتها المنبعثة من ذاتها، والمفتقرة للتشريع.

إذن فالخلل في الممارسة، وليس في النظرية، لذا تباينت الأديان وفق تباين التطبيق، فالنظرية الإلهية، محكومة بمجموعة من السنن، لا تبديل فيها، ومن هنا يتبين لنا أس المشكلة، في الإختلاف الدائر بين أبناء الأديان السماوية؛ الا وهو الإنسان ذاته، ويتضح أن الوئام ينبغي أن يكون بين الإنسان، لا بين الأديان!

لذلك يتحتم على جميع الأطراف، نبذ التطرف، وعدم القاء التهم على بعضهم البعض، وينبغي إعتبار الإرهاب طرفاً ثالثاً، وطرف عدو، عندها فقط نكون قد سرنا نحو الأمام، بإتجاه تحقيق الوئام، وذلك الوئام بحاجة الى وعي الذات، حيث تنبذ كافة النعرات القومية والطائفية والعنصرية، وإخراج الخلاف عن محيط دائرة المصالح الضيقة.

حينما ينكفيء القدر، نتضرر جميعاً بلا إستثناء، وإذا ما ضاع الوطن، لن ينجو أحد من مكوناته، وكما يقال: على الباغي تدور الدوائر، فالإرهاب لا يميز بين الأبيض والأسود، ناهيك عن الرمادي، ولا بين المسيحي والمسلم، ولا بين القومي والإسلامي، بل إنه يستهدف كل ما هو عراقي، وكل ما هو حي! 
جميلٌ أن يقام مؤتمر لحوار الأديان، يجمع أبناء الوطن الواحد، ويحضره قيادات البلد، السياسيين منهم والدينيين على حد سواء، والأجمل من ذلك؛ ما يتمخض عن المؤتمر على أرض الواقع، من الحث على تآلف القيادات الدينية والسياسية، بشتى أهوائهم وأنتمائاتهم، ويتبعه بتوحد أبناء الوطن، على كلمة سواء بينهم، تحت خيمة الوطن.

بالرغم من عدم وجود ورشة عمل لذلك المؤتمر، الذي انعقد برعاية السيد عمار الحكيم، زعيم المجلس الأعلى الإسلامي، ولم تصدر عن المؤتمر أي مقررات، لكنه يبقى نقطة شروع وبارقة أمل، نحو وحدة حقيقية، لإستعادة المعاني السامية للوطنية، والتي سوفتها الخلافات الناشئة عن الصراعات السياسية، طوال العقود المنصرمة، من تأريخ العراق الحديث.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك