المقالات

الفكر الحكيم؛ مع التطرف أم الوئام؟ / باقر العراقي

1464 2015-02-05

باقر العراقي

الطائفية الدينية والعنصرية العرقية أو القومية، والاستئثار بالسلطة وممارسة الاستبداد القائم على أساس الاختلاف، واستغلال الدين والطائفة هنا وهناك، لزيادة الهوة بين أفراد المجتمع، ولأغراض سياسية تتعلق بالوصول إلى السلطة، كل هذه الممارسات البغيضة لا يسعها إلا التطرف.

أما الاعتدال أو الوسطية، فعكس التطرف، وهو أن تنصف الآخر من نفسك، وبشكل عام المصطلحان متضادتان في السلوك والتفكير، وبالتأكيد بالشخصيات الممارسة لكل منهما، فالنبي العظيم والأولياء والصالحون، كانوا معتدلين، بينما كان المشركون متطرفين متزمتين، و"غاندي" و"مانديلا" يتمتعان بقدر كبير من الاعتدال والوسطية، بينما "هتلر" و"موسوليني" وكل القيادات الديكتاتورية، كانوا موغلين في التطرف.

السلام الوطني- الأمان المجتمعي-المحبة بين الناس- قبول الآخر- إبداء الاحترام- الوئام بين الأديان- وبناء الوطن، تأتي كلها من الاعتدال، بينما خراب الوطن وتفكيك المجتمع وزرع العداوة والبغضاء بين أفراده، وسفك الدماء، وأنواع الإرهاب المختلفة، كلها أمور يصنعها التطرف.

من يملك عقلية الاعتدال والوسطية، يبني أمه كاملة، فمن بين ركام القبلية والعصبية، تم جمع المتعصبين والمتشددين من الأعراب والعجم، وجعلهم دولة عظيمه مترامية الأطراف بين الشرق والغرب، فهل يستطيع صاحب العقل المتطرف؛ أن يجمع أفراد عائلته تحت سقف واحد؟.

المؤتمر الوطني للحوار بين الأديان والمذاهب، الذي عقد في مكتب الحكيم في بغداد، وبحلة رائعة من الترتيب والتنسيق، لم يكن محض صدفة، ولم يكن ارتجاليا، وقد يكون عمل مضني لسنوات، وتمتد جذوره لعقود من الزمن، فهو المؤتمر الذي جمع كل الديانات في أرض العراق، وفيه التقى الأضداد، وتقاربت المتناقضات.

دعوة الرئاسات الثلاث لمؤتمر ديني، ووجود كل ألوان الطيف السياسي العراقي، يوحي بأن للسياسيين دور مهم؛ في تكوين قيم الاعتدال الديني والوطني لدى المجتمع، أما عدم حضور "المتطرفين" بكل ألوانهم الباهتة، يدل على أنهم يرفضون هذا التوجه المعتدل، لأنه يطيح بعروشهم المتشددة.

خسرت بلدان كثيرة من تجربة التطرف والتعنت، وتبعهم في هذه التجربة بعض سياسيينا بغباء مدقع، أدى إلى هذه النتائج الكارثية، فلم نجني سوى شعب نازح، وثروة مبددة، ووطن محتل وعلى حافة الانقسام، فهل علينا تكرار تجربة التطرف السابقة؟، أم المضي مع الوئام، والفكر الحكيم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك