المقالات

التحالف الوطني طريق الى الخضراء!/ مديحة الربيعي

1609 2015-01-29

مديحة الربيعي

تبحث بعض الكتل السياسية عن أقصر الطرق, للوصول إلى هرم السلطة, ولن توفر طريقاً, من اجل تحقيق ذلك إلا وسعت إليه, والمشكلة في الأمر إنها لا تكتفي بأستخدام, تلك الطرق فحسب, بل تسعى لأمتلاكها والهيمنة عليها ايضاً, والتحالف الوطني خير دليل على ذلك.

بعد سقوط النظام في 2003, بدأت تتشكل نواة الأولى للإئتلاف الوطني, الذي كان من المفترض, أن يمثل أحد أهم, المكونات السياسية, في البرلمان والساحة العراقية, في عراق ما بعد التغيير, إلا أن بعض الكتل, ضمن الإئتلاف بدأت, تبحث عن مصلحتها بعيداً, عنه لأنه أصبح حجر, عثرة في طريقها.

أخذت الكتل بعض تغرس جذورها, في العملية السياسية شيئاً فشيئاً, بعد أن كانت جذورها مكشوفة, في أرض هشة, يمكن لأي رياحٍ قادمةٍ, من تيارات أخرى, منافسة أن تقلعها بسهولة, لتجد نفسها خارج, العملية السياسية من جديد.

الخطوة التالية, في مشوار قادة بعض الكتل, المنضوية تحت الإئتلاف, التفكير بالإنفصال عنه, بعد أن وضعوا, أقدامهم على أرض صلبة, وفعلا هذا ما حصل , دولة القانون أول كتلة, تسعى للأستقلالية, وتخوض غمار الأنتخابات, خارج عباءة الإئتلاف الوطني.

التحالف الوطني, هو الأسم الذي حمله الإئتلاف, بعد أن أيقنت كتل أصبحت دونه كبطة عرجاء تسعى, لشق طريقها الى الخضراء, إستحالة البقاء بصورة منفردة, ألا أن هذه الكتل لم, تغير أسم التحالف فقط بل, عملت بجهد كبير, على تغيير مضمونه , فأصبحت سياقات التعامل, مع التحالف بطريقة ,الأمر الواقع, تفرض عليه الكتل الأكبر, سياستها والمقاعد والمناصب, والحقائب الوزارية التي, تريد وفق ما تشتهيه, نفوس قادة الكتل الأكبر, فمقدار ما تحصده الكتل, من أصوات هي, التي تحدد رأي الكتلة, والمناصب التي ستحصل عليها!

بمرور الوقت, أُفرغ التحالف الوطني من محتواه , وأصبح مجرد وسيلة توصل الطامحين ألى, المكان المطلوب, على العكس مما كان, مخطط له تماما, أذ كان من المفترض أن يكون دليلا ,لكل أعمى في, العملية السياسية, ليبصر طريق صواب ورقيباً يّقوم كل أعوجاج, ألا أن التحالف ,أصبح بالتدريج, كأسير مكبل, بأذرع الكتل الأخطبوطية التي, أخذت تلتف ,حول عنقه شيئا فشيئاً, وتهدد بين الفينة , والأخرى بإلقائه صريعا أنى شاءت ذلك.

طريق إلى الخضراء, يمر من خلال التحالف الوطني, هذا بالضبط ما تراه الكتل التي تتطلع ألى الهرم.

بعد أن أختلف الوضع, ما بعد الأنتخابات الأخيرة, وجرفت رياح التغيير ما تبقى, من آمالٍ لبقايا كتل, بدأ قادتها حركة, مكوكية جديدة, للسيطرة على مقاليد التحالف الوطني, الذي بدأ يتعافى ,من التركات الثقيلة, ظناً منهم أنه ممر آمن يمكن أن يعيدهم ألى القمة, ألا أن المعطيات على أرض الوقع ,مختلفة كثيراً هذه المرة, فرئاسة التحالف الوطني, والكتل الأخرى التي, تسعى للإصلاح الحقيقي, لن تضع مفاتيح التحالف, في جيوب المتسلقين, وهي اليوم أمام مهمة البحث عن الرئيس.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك