المقالات

اقليم الرمادي وأحلام أمريكا السنية

1861 2015-01-17

حملت أمريكا وبانحياز فاضح لواء الدفاع عن حقوق ومواقف السنة في العراق دون ان يكون هناك اي مبرر لمثل هذا التبني من قبل الامريكان والارتهان من قبل السنة لمنح لواء المطالبة بالحقوق لابناء العم سام،وكان يكفي السنة دفاع العرب عنهم من المحيط الى الخليج ومساعدتهم في كل ما يحتاجون من اجل اعادة عقارب الزمن الى الوراء وقتل اكبر عدد من اكثرية ابناء الشعب العراقي.

ومن الغريب ان تتبنى امريكا الدفاع عن حقوق ابناء المنطقة الغربية على الرغم من حصولهم على كل حقوقهم الدستورية وغير الدستورية لكن الاغرب هو تسليم الاقلية من ابناء المكون السني راية الدفاع عن الحقوق الى اوباما وجون كيري في وقت كان السنة ناقمين على الامريكان اشد نقمة بما يعتقدونه من ضياع ملك سليمان السني في العراق بعد سقوط نظام البعث الصدامي ومنح هذا الحق الى شيعة ايران على اعتبار ان شيعة العراق ليس عربا كما يتخيل الكثير من العرب السنة.
ان التعامل مع الواقع لم يتبلور بعد عند الكثير من قادة السنة في المنطقة الغربية لان الارتماء بأحضان امريكا واعتبارهم كمنقذين امر بغاية الغباء والسذاجة لان امريكا لا تفعل اي شيء قربة لوجه الله تعالى ولا حبا بالسنة ولا تقديرا لشجاعتهم انما يفعلون ذلك تحقيقا لمصالحهم اينما درت معايشهم.

ان الظاهر يحتم بقدرة امريكا على تحقيق الكثير للمكون السني اذا ما ارادت تحقيق مثل هذه الأمنيات التي يعول عليها شيوخ وسماسرة الانبار لكن متى يتم الاستجابة،اخر الاخبار تقول ان لعبة الدعم وحقيقة الارتهان السني وصلت الى مطالب الأمريكان الواضحة والتي لا تحتاج الى مواربة وتقية وهذه المطالب تتلخص بإقامة قواعد أمريكية في الانبار وفي الرمادي مقابل ان يستمر الدعم الامريكي لحلفائهم سنة العراق لكن قبل ايجاد القواعد العسكرية فان أمريكا تتعهد بتطهير كل أراضي الرمادي من داعش ومن العصابات الإجرامية في غضون أسبوع واحد فقط.
وفي ما يبدوا فان عقد الاتفاق بين الطرفين لم ياخذ بنظر الاعتبار موقف بغداد الرافض لمثل هذه القواعد جملة وتفصيلا ولو كانت بغداد توافق على تواجد مثل هذه القواعد لوافقت قبل الانسحاب الكامل ولما حصل ما حصل من تسهيلات واجراءات لدخول الدواعش الى العراق.

ان ما اشيع عن اتفاق بين امريكا وسنة المنطقة الغربية يثبت حقيقة واحدة وهي ان امريكا قادرة على المساعدة في القضاء على داعش وفي غضون ايام لكن متى ما ارادت هي ،وان فترة اطالة الحرب هي من تقف ورائه بما تقدمه من دعم واسناد وذخيرة ومعلومات وخطط للتنظيمات الارهابية.
ان سباق الوصول الى النهاية يشتد منافسة بين الحكومة العراقية وقواتها الامنية وابطال الحشد الشعبي لحسم الموقف على الارض وحماية وحدة وتراب العراق من جهة وبين الامريكان وعشائر المنطقة الغربية الذين يقدمون التقسيم والفدرلة على تطهير الارض المقدسة من دنس الدواعش،وبين اصرار الحكومة المركزية وخبث الامريكان يتوقف حلم امريكا في المنطقة السنية حتى وان تم الاتفاق بينهم على عقد الولاء والبيعة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك