المقالات

العبادي بين الكسب والمبادرة.

1408 2015-01-06

الداعية السياسي يستخدم أساليب إعلامية هابطة, لا تخدم عقلية الشعب, بل تزيد من غفلته وسذاجته, بخلق حالة من عدم الإكتفاء والقناعة, فتجده لا يشاور أحداً في مشاكل البلاد, ويعطل تقدمها بحجج واهية. 
حب الوطن ليس بشراء المصفحات, وكثرة ملفات الفساد, وتعطيل القوانين, وإقصاء الآخر, وإنما حب الوطن, هو أن تنحني لتحمل علبة زجاجة فارغة, وتضعها في سلة المهملات. 
سلاح الدكتاتور التفرد, وحجب الراي الآخر, وإستعمال اللف والدوران, وعرض المعلومات وكأنها حقائق, لايرقى إليها الشك والتقليل, من قيمة الحدث والجدل, فضلا عن كثرة الخطابات, التي تدعو الى الكراهية القومية والطائفية, التي أصبحت سمة ملازمة للحاكم المستبد وأزلامه.
الحكومة السابقة, بدى عملها كأنه إعلان يهدف الى خلق فعل شراء, فكانت شعاراً تجارياً, ولم يقابله أي فعل سياسي, وسبب ذلك أن الترويج للسلع؛ أيسر كثيراً من الترويج للمبادئ, والمعتقدات, والجماهير تتذكر جيداً البرامج الحكومية التي وعدنا بها, وأذا بالدولة تقول للمواطن خذ الباص, وأترك لنا مهمة القيادة. 

العبادي بمناقشته وخطواته, نحو تحقيق رؤية صادقة عن التجربة السابقة, وسلبياتها ونتائجها المريعة, باتت حكومته متماشية مع روح الشعب العراقي, لأنه أستعمل نشاطاً إنسانياً مركباً مستمراً, لفهم تطلعات المواطن بكافة إتجاهاته ومظاهره.
المهارة التي أدار بها العبادي جلسة ممثلي المحافظات في البصرة, كانت رسالة تحمل دلالات ومعان واضحة, للمصالح المستقبلية, لكل أبناء الشعب, كما تميزت بالمرونة والإنسجام والقدرة على تجنب الرسائل المتناقضة والمتضاربة, والتي تجعل من حواره طائفياً, بل على العكس كانت مضامين جلسته ملائمة, وطبيعية للمحافظات التي تفكر بالاقاليم, لأن حقائق التاريخ ووقائع الأمس تشير الى أرض الواقع, بأن هناك مراحل لصحة تنفيذ وتطبيق المادة 21 بكل بنودها 

عرض السيد العبادي للقانون الخاص بتوسيع صلاحيات المحافظات, وفق إتجاه دقيق صريح وصادق ثابت, بعيد عن التحيز والاأهواء, والأغراض الفئوية والشخصية, فكل ما أنتجته الجلسة هو إحترام عقلية المتلقي, والبساطة والإبتعاد عن التعقيد والغموض, بعيداً عن التشويش, لذا فالقانون سيلاقي رواجاً مناسباً, من خلال قنوات مناسبة, ذات فاعلية بعيدة عن الجدل والمعارضة

إننا لا ندّعي الثقافة بكل محاورها, ولكن على الأقل وجهنا الأنظار لفهم مقتضيات المصلحة العامة, وبهذا يستحق موضوعنا الإنتباه, فالعبادي نجح في الجمع بين مفهوم الكسب والمبادرة  المنتج السياسي للعبادي الخالي من العواطف الكاذبة, والرغبة الحقيقية لمكافحة ظواهر التراخي والفساد, جاءت من خلال ثلاثة أبعاد, وهي إنفتاح العملية السياسية الديمقراطية, وحالة الرؤية العميقة للسياسات الخاطئة السابقة, وزيادة نتيجة الترابط الصادق بين البرنامج الحكومي وتطبيقه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك