المقالات

صكوك الغفران من دون رصيد

1172 2014-12-29

كانت يوغسلافيا بلدا قويا, ذو اقتصاد نامي, وجيش منظم, وكيان سياسي رصين, كان يمثل للغرب شوكة كبيرة, حاولوا بشتى الطرق, تفتيت قوة هذا الكيان, لكن لم يستطيعوا, وكان هذا البلد نظامه ديمقراطي, فأوصلت الانتخابات رجل ضعيف نسبياً, فحاصرته المخابرات العالمية بوثائق, فإما الانصياع لها, وإما الفضيحة والضياع, فقالوا له نحن لا نريد إلا شيء واحد تفعله لنا, إن تضع في المناصب المهمة, الأشخاص غير المناسبين, فوافق على طلبهم, وإذا بالدولة تنهار بعد مدة زمنية قصيرة, بفعل انتشار الفساد والجهل وسذاجة القرارات.

الفساد حوت كبير, يبتلع اكبر الدول, واقوي الأنظمة لا تصمد إمامه, مهما ملكت من جيوش, وترسانة أسلحة, انه المرض المميت.
مؤسساتنا الحكومية, يتمدد بها مرض الفساد منذ زمن, والكل يعلم بالأمر, قصص المفسدين على كل لسان, قصص تتحدث عن مدراء فاسدين حد النخاع, يعيشون عالة على الدولة, يقضمون مال الدولة كالفئران, يستبيحون التخصيصات المالية بمختلف الحيل, مع إن اغلبهم بأعلى الشهادات العلمية, وبالألقاب العلمية الكبيرة, لكن كل علمهم تبخر إمام أكل الحرام, فاصل الفساد ينتج من المدراء العامين والدرجات الخاصة, وهكذا تم ابتلاع المؤسسات الحكومية تماما. 

كان الساعي للتفرد, يدعم نظاما فوضويا, فاقد للرؤية, مرتكز على الفاسدين, نشر قيم المصلحة الخاصة, والعلاقات وتقاسم الكعكة, كلها كي يدوم حكمه, وعمل على توزيع الموالين له, في المراكز الحساسة, فانتشر الفساد من القاعدة إلى قمة الهرم, إلى إن كشف سقوط الموصل, عن عورة كيان الفساد, وما عاد يمكن ستره, فكان قرار التغيير كحل لإنقاذ البلد من الضياع, وتم الأمر وسحب البساط , وتم الاتفاق على برنامج إصلاح كبير, فارث المفسدين ثقيل.

لكن نسمع اليوم تسريبات, عن وجود حصانة لبعض المفسدين, فقط لأنهم من حزب الدعوة, وإنهم سيكونون بعيدين عن أي عملية محاسبة أو إقصاء! فيعطل القانون, وتغيب المحاسبة, وتغمض العيون عن فسادهم, وهذا تعطيل لأي جهد للإصلاح, وهو فتح باب جديد للفساد, مما يدفعنا للخوف على مستقبل البلد مع وجود حصانة خاصة لرؤوس الفساد, والواقع انه لليوم لم تتم إقالة أي مدير عام من حزب الدعوة, مما يدفعنا للتوجس مما يحصل.
الأمة الساكتة تضيع حقوقها, وتغرق في حفرة الوحل, التي حفرها المفسدون, والنجاة تكمن في رفع الصوت, والمطالبة بالعدل.

نعتقد إن الحل يجب إن يسير في خطين متوازيين, الأول تشريع قانون يحدد سقف زمني لكل مدير, لا يتعدى أربع سنوات, وبعدها يترك المنصب لغيره, كي لا تتشكل بطانة وكروبات للفساد, ونتخلص من محنة اليوم بالقانون, والأمر الأخر يجب محاسبة المفسدين مهما كان انتمائهم, وعبر برنامج حكومي إصلاحي, يعمل على تغيير اغلب مدراء الأمس, والذين كانوا علة الضياع. لو نعمل بهذا الحل, لامكن إن نتلمس حبل الخروج, من حفر الوحل الكبيرة, التي أوجدها حكام الأمس.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك