المقالات

حكومة العراق ومزابل أوكرانيا

1548 2014-12-26

سلام العامري

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): مَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلنَّاسِ إِمَاماً فَعَلَيْهِ أَنْ يَبْدَأَ بِتَعْلِيمِ نَفْسِهِ قَبْلَ تَعْلِيمِ غَيْرِهِ، وَلْيَكُنْ تَأْدِيبُهُ بِسِيرَتِهِ قَبْلَ تَأْدِيبِهِ بِلِسَانِهِ، وَمُعَلِّمُ نَفْسِهِ وَمُؤَدِّبُهَا أَحَقُّ بِالإجْلاَلِ مِنْ مُعَلِّمِ النَّاسِ وَمُؤَدِّبِهِمْ.

يتمتع العراق بموارد عدة, حسب الاحصائيات العالمية فهو يأتي بالمرتبة العاشرة من حيث الموارد الطبيعية, كالنفط والغاز والفوسفات, مما يشجع على الاستثمار الدولي.

خزين النفط الاحتياطي الدولي في العراق, يبلغ11% و9% من الفوسفات, إضافة لثلاثمائة مليار م3 من الغاز الطبيعي في أراضيه, كذلك يوجد كميات كبيرة من الزئبق الأحمر والكبريت.

لو أن الحكومات السابقة كانت جادة, لبناء قاعدة اقتصادية رصينة, لكانت استغلت باقي الموارد, كي تبني المصانع أو تؤهل المصانع المتوقفة منذ 2003, يرافق هذه العملية عمليات استصلاح الأراضي الزراعية, بدل تحويلها لمناطق سكنية شبه عشوائية, لانعدام الخدمات.

موازنات انفجارية تعتمد النفط فقط بنسبة 95%, يذهب أغلبها لمشاريع وهمية, كي يُتْخَمَ عدد محدود, لا يتجاوز المئات من بين مسؤولين في الحكومات, التي توالت على حكم العراق.

استلمت الحكومة الحالية برئاسة العبادي, بلداً ممتلئً بالفساد مُمَزقاً, باع بعض شيوخه ضمائرهم, وتاجروا حتى بالسلاح الذي يحمي أعراضهم, ليحولوه الى المصارف الخارجية, ليشتروا القصور الفارهة, بمباركة الحكومة الفاشلة لثماني سنوات.

الوزراء الجدد الذين يعانون من استشراء الفساد, المتمكن من وزاراتهم, عسى أن تدب الحياة الكريمة بالقضاء على الفاسدين, فوزارة ألنفظ تم إسنادها لِعادل عبد المهدي, الاقتصادي المعروف ذي الخبرة والكفاءة, والذي بدأ خطواته, بكل ثقة وإصرار, لمحاربة الفساد في مؤسسته, برغم محاولات التشويه, من قِبل ماكنة الإعلام المتجحفلة خلف طابور الفاسدين, ندعو الباري أن يكون باقي الوزراء على نفس النمط.

إن من يَطَّلِعَ على موارد العراق وتعددها, يتصور أن شعب العراق, يعيش بحال يُحسَدٌ عليه, لكن أن يكون أكثر من ستة ملايين عراقي تحت خط الفقر! فتلك صدمة كبرى, فالعراق من الدول العظمى بثرواته الطبيعية, موازناته الانفجارية تعادل ما يتم تخصيصه, لثلاثة دول إقليمية على أقَلَّ التقديرات!

بالنظر لتدهور الاقتصاد العراقي, فقد تم الإعتماد على إستيراد كل شيء, فواكه وخضروات, صناعات كهربائية وإلكترونية الخ, جميع ما يحتاجه المواطن العراقي, تجده من منشأ خارجي, بنوعيات رديئة سريعة التِلِف, بسبب المستوردين فاقدي الذمة, وإستغلالهم لحاجة المواطن وضعف مورده, غير مبالين حتى بصحة وحياة المواطن.

كم سيحتاج النزيه ليكبح جماح الفساد, فقد مَلأَ البلاد وهدر دماء العباد, وَشَرَّد النساء والأولاد, لم يكفهم ما فعلوا, فشكلوا اللجان لينهبوا التخصيص باسم ( مخصصات الإيفاد).

إذا كانت أمانة العاصمة, تحتاج لخمسة الاف حاوية نفايات, كي تكون بغداد نظيفة, فعراقنا يحتاج لخمسة ملايين حاوية, كي تجمع الفاسدين.  

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك