المقالات

هل انتهى زمن المعجزات فعلا؟

1820 2014-12-18

زيد شحاثة

يقول أهل المعرفة, أن المعجزة هي وصف لأمر, خارج نطاق القدرة البشرية الاعتيادية, أو يتحدى قوانين الطبيعة, أو هو حدث يتجاوز الحسابات العلمية المتعارف عليها, يجريه الباري عز وجل, على يد بعض أوليائه, أو بعض عباده الصالحين.

بعد انتهاء فترة رسل الباري عز وجل وأنبياءه, بخاتمهم الرسول الأكرم محمد عليه وعلى اله أفضل الصلوات, قيل أن زمن المعجزات قد أنتهى, بإستشهاد أخر أصحابها, وهو كلام مقبول, لترابط سبب حصول المعجزة مع من تحصل لأجلهم.

تحصل أحيانا حوادث لا يمكننا تفسيرها, بمعارفنا العلمية المعتادة, أو يمكن تفسيرها لكن يستغرب جدا حصولها, لعدم وجود مقدمات منطقية لحصولها, أو أن ظروف الزمان والمكان, تجعل حصولها مستحيلا.

تلك الحوادث وصفت لاحقا, بأنها كرامات, أو بشارات ربانية, تتعلق بشخصية مهمة, أو فرد عادي, أو ربما تتعلق برسالة من الباري لإعطاء فسحة أمل, لفرد أو مجموعة, أو مجتمع بكامله, ليريهم شيئا من رحمته, وبراهين عن صدق ما وعدهم به في كتبه, وعلى لسان أنبيائه وأوليائه الصالحين.

يندر إن تجد شخصا, كان لها أثر على الإسلام, كما كان للإمام الحسين عليه وعلى اله أفضل الصلوات, لعظم تضحيته وفداحتها, وأثرها الكبير في تقويم منهج الإسلام, وإعادته إلى الجادة, وما أحدثته من رد فعل تقويمي في الأمة الإسلامية, لازال ساريا حتى هذا اليوم.. وسيستمر.

عملية التربية الحسينية للأمة أستمرت, من خلال الشعائر والطقوس, التي يقيمها محبوه, من مسلمين, وما يستلهمه غيرهم من أفكار, ومن مصاديق هذه التربية, زيارة الأربعين.. هي حدث بدأ محليا طائفيا, وتطور ليصبح إقليميا إسلاميا, وصار اليوم عالميا أمميا.. كما هو الإسلام المحمدي الأصيل.

من يحاول قياس ما يحصل خلال الزيارة, من كيفية إدارتها وتنظيمها, وتقديم الخدمات فيها, من طعام وشراب ودواء, وإسكان ونقل ذهابا وإيابا, وما يحصل من تلاقح فكري واجتماعي, لمختلف الأقوام, وتخادم.. لن يستطيع مقارنتها باي مقياس منطقي متعارف عليه, فهو خارج إمكانية أي جهة وأي دولة, مجموعة غير محددة من المتطوعين والمتبرعين, لا ينظمهم ناظم ولا يجمعهم رابط محدد.. إلا فكرة.. فكرة فقط!

اعتدنا خلال سنوات سابقة, أن نشهد حصول مواقف, من قبيل شفاء مرضى ميؤوس من حالتهم طبيا, أو حصول حوادث وظواهر خارج المألوف أو المنطق العادي, وكل منا يملك عشرات القصص, عن حوادث شاهدها, أو حصلت معه هو شخصيا.

لكن ما حصل هذا العام, يفوق ما حصل خلال السنوات السابقة, بكل المقاييس.. فهل هي كرامة؟ أم بشارة؟.. أم معجزة؟

كنت مقتنعا أن زمن المعجزات قد انتهى, الآن عدت أسال نفسي, هل فعلا أن زمن المعجزات قد انتهى؟

24/5/141218

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك