المقالات

فساد على حافة الديمقراطية!

1478 07:50:23 2014-12-16

واثق الجابري

ليس هنالك أدنى شك؛ من أن خيانة الأمانة جريمة كبيرة، وكلما كانت الأمانة أكبر؛ كلما كان الشخص أكثر حرصاً ودقة في ممارسة إدارتها، ومن لا يستطيع تحملها عليه الهروب منها كهروبه من الأسد.

ظاهرة الفضائيون لم تأتي في ليلة وضحاها، بل توغلت في جسد الدولة؛ كوباء عند فاقدي مناعة العفة الوطنية، ولا يملكون حدود قانونية وأخلاقية؟!

هنالك فرق كبير بين السلطة والدولة، وكلما إتجه الحكام الى شخصنة البلاد، كان الحكام، أكثر تشبث بمقاعدهم خوفاً على إتضاح حقائق تنافي شعاراتهم؟! بعد تحول أفعالهم الى أمجاد شخصية، على حساب الدولة وسكانها.

تشير المفاهيم الدولية، الى كون كيان الدولة بشخصيتها المستقلة لا بشخوص رؤوساءها، وتتحمل خسائر الحروب الرعناء الى يشنها قادتها، وكما حدث بعد إنهيار الشيوعية، ودفع العراق تكاليف حروب الدكتاتورية، وهنا السؤال لماذا تدفع الشعوب ضريبة أفعال همجية، يأتي الجواب؛ أنه ثمن سكوتها او إختيارها الخاطيء للحكام.

تُقدم للدولة هدايا وهبات، وتبنى منشأة وقصور، وتشترى طائرات ومركبات، يعتقد بعضهم أنها من ملكه وهو المتفضل على الدولة، وفي أحدى سنوات الحكم الفرنسي، قدمت قلادة ذهبية الى زوجة الرئيس، عند زيارته الى أحدى الدول، فما كان للشعب الفرنسي، إلاّ التظاهر لإسترجاعها بعد إنتهاء ولايته؛ لإنها ملك الدولة الفرنسية ورئيسه الفعلي الحالي.

يعاني العراق كثيراً من جيلين مختلفين في النظام، مشتابهان بالأفعال، وما بين الأسبق والسابق، فكلاهما إعتقد أن الدولة ملك عائلي وشخصي، وله الحق في توزيع الحدائق الى قادة (حدائق)، والى اليوم توجد مليارات من النظام الأسبق بأسماء وهمية لم تسترجع لحد الآن، تلاها مليارات آخرى من النظام السابق بمسميات ومشاريع وهمية، ورواد فضاء الفساد.

عقارات وأرصدة في البنوك الخارجية، قام بتهريبها حاشية ومحسوبون على السلطة دون وازع ولا رادع، إجتمعت لتحقيق الحفاظ على رأس السلطة، فما بالك في بلد 80% من مناصبه بالوكالة، والوكالة يعين الوكالة وهكذا، وصارت الهيئات المستقلة تابعة للسلطة التنفيذية؛ فكيف يراقب سلطة وهي من قام بتعينه وتستطيع فصله؟!

الفضائيون ليس حدثا عرضياً، ولا بسبب حداثة تجربة التعددية، بل جريمة منظمة؛ لنهب أموال العراق الى الخارج، وأن كان ثمنها سقوط المدن وآلاف الشهداء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك