المقالات

الثمن والبائع مجهولان

1664 2014-11-20


العراقيون ياملون بالامان والاقتصاد القوي والقضاء على البطالة من غير ان تمس كرامتهم، قد تكون هنالك تنازلات بسيطة لدفع اضرار بليغة يمكن القبول بها. الان الوضع في العراق يسير نحو الافضل من خلال انتصارات الحشد الشعبي والجيش العراقي، ومن خلال الانفتاح على دول الجوار، ومن خلال الارتياح الكردستاني من العلاقة مع بغداد، هذا ما نقراه اعلاميا وان عدم اقرار الموازنة اثر وبشكل كبير على مفاصل الحياة في العراق، ولكن حتى الان لازال الصبر لم ينفذ.

اذا ما تحقق للعراق ما يريد السؤال هنا ماهو الثمن الذي دفعه العراق ؟ هل يمكن ان يكون الدم الذي اهدر والاموال التي اتلفت (سرقة او تفجير او تبذير) هل هي الثمن ؟ كلا ليس ذلك بل الثمن جاء لشراء الامان وما يحتاجه العراق من ضرورات العيش الكريم.
في التجارة تكون الشطارة اذا استطاع البائع ان يبيع بضاعته وفق رغبته وتحقيق الربح، وشطارة المشتري عندما يستطيع شراء البضاعة وفق السعر الذي يريده هو، وفي السياسة ايضا يقال فيها شطارة ودهاء، وهذا الدهاء عندما يحصل السياسي على قرار سياسي باقل تنازل ممكن، وليس السياسي هو من يحقق قرار سياسي من غير الالتفات الى الثمن.

بعض القرارات التي تتم وفق صفقات سياسية يكون الثمن مجهول ولا يبوح به احد ولكن مستقبلا يظهر للعلن سواء من خلال وثائق او تسريبات او اثار ملموسة على ارض الواقع، وحينها ماذا يستطيع ان يفعل المواطن العراقي اذا ظهر ان الثمن باهض ؟ لايستطيع ان يفعل شيئا سواء الانتقاد والتنديد وكم من اتفاقية بريطانية ايام الاحتلال الانكليزي ابرمت جاءت اثارها الان وما خيمة صفوان ببعيدة عنا وما تمخض عنها.
هنالك حيل شرعية الغاية منها الهروب من الوقوع في الحرام باتجاه الحلال، ولكن مفهوم هذه الحيل سياسيا هو الاقدام على الحرام بحيلة شرعية حلال، ومثل هذا الامر معتاد عليه في السياسة العراقية حيث يصدر القرار ويبدا السياسي ومن معه اقناع نفسه اولا ومن ثم يحاول اقناع الاخرين، والا لو تمعنا في بعض القرارات السياسية العراقية فاننا نقف بحيرة كيف صدرت ؟

بعض الدهاء السياسي هو غض النظر عن المشكلة حتى لا تفتح ابواب اوسع مما هي عليه الان (فقهيا يقال امر مسكوت عنه) مثلا،مسالة الطائرة الروسية سوف لا تعرض حقيقتها لا على البرلمان ولا على الشعب، قاتل الصحفي البديوي سوف لا ينال جزاؤه، مجزرة سبايكر والسجر والضلوعية والبونمر سوف تتارجح بين وسائل الاعلام حصرا وتختفي من بين اروقة سياسة السياسيين، وثائق تدين قادة في الحكومة العراقية عثر عليها في جرف الصخر، ماذا تتضمن ومن هم القادة؟ لااحد يعلم، هل تمت محاكمة العلواني؟، هل تمت محاكمة ليث الدليمي؟،وكم من جريمة تعهد السياسيون من اعلى سلطة الى ادناها وبدون استثناء بانهم سيقتصون من الفاعل ولا شيء حصل من ذلك.
ويبقى السؤال المطروح هنا ماهو الثمن ؟ ومن هو البائع؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك