المقالات

أيتام الولاية الثالثة

1337 2014-11-20


نقرأ كل يوم مقالات لكتاب يعيشون داخل العراق وخارجه وكانوا يرتزقون من أموال الشعب العراقي ويكتبون المقالات وينظمون قصائد تشيد بالقائد الضرورة والقائد العام للقوات المسلحة الذي احتلت مدن عراقية كثيرة في زمانه من قبل جرذان داعش ، وهدر وسرق المال العام ، وأصبح العراق تحت رحمة المساعدات الدولية . فالعراق الذي نشاهده اليوم يختلف كليا عن عراق ألامس، ولكن أيتام الولاية الثالثة لا يرون ذلك، بل يتحسرون على أيام حزب السلطة الذي كان يحكم العراق بالتصفيات والنار.

قرأت أمس مقالا بقلم كاتب عراقي يصف رئيس الوزراء ألعبادي بالمنبطح ، دهشت كثيرا لهذا الكاتب الذي يعيش خارج العراق ويكتب مقالات بعيدة كل البعد عن الإنصاف والمروءة ومن الضروري أن أقول كلمة حق إن العراق قد تغير تغييرا جذريا بعد سقوط نظام المالكي وزوال نظام المضغوطين الذي كان يعامل العراقيين من غير المضغوطين معاملة وحشية وغير إنسانية، لان كل عراقي غير مضغوط كان يعتبر مشكوك في عراقيته وفي ولائه ، إلا أن ينتمي إلى حزب المالكي ويصبح موالياً في هذا الحزب ليتمكن من العيش في العراق .

هؤلاء أيتام الولاية الثالثة لا زالوا يتآمرون على حكومة ألعبادي العراقية من أجل إسقاطها والإتيان بالمالكي ليحل محل سيده الذي تحررت على يده كثير من المدن المحتلة من قبضة جرذان داعش . لا أقول إن العراق تغير بعد سقوط نظام المالكي من بلد مدمر إلى بلد مزدهر وعصري،لان المضغوطين وأيتام الولاية الثالثة لم يسمحوا للعراقيين ولا لحكومة ألعبادي بالتفكير للحظة واحدة بالبناء والتشييد والأعمار، وليبنوا ما دمره المالكي طول أكثر من تسعة أعوام .

لقد دمر المالكي كل شيء في العراق ، ومن يزر بغداد يرى اثأر الخراب والدمار في شوارعها وساحاتها وأسواقها وبيوتها ، ويأسف كيف إن المالكي جعل العراقيون يترحمون على هدام ، لأنه أعاد العراق إلى الوراء ، وان أيتامه مصممون على تدمير ما تبقي من العراق. لقد دمر المالكي نفسية العراقيين ، فعندما تزور العراق لا ترى العراقيين إلا القليل منهم لهم رغبة في البناء والأعمار والعيش حياة عصرية كما يعيش الآخرون في البلدان المجاورة للعراق ،لفقدان الأمن والأمان . العراقي محطم روحيا ونفسيا لان المالكي أفقده الثقة بالحكومات ، ولكن الآن أخذ المواطن يستعيد حياته العادية بالانتصارات التي تحققت في أمرلي وجرف النصر وبيجي وتكريت وديالى والعظيم وكثير من المناطق المحتلة على الرغم من هواجسه اليومية من التفجيرات والمفخخات التي لا تنقطع يوما واحدا.

وها هم أيتام الولاية الثالثة وكل المستفيدين من نظام المالكي طريد المرجعية الدينية يسيرون على خطى أيتام نظام صدام ، فلم يسكتوا بل عملوا بما لديهم من إمكانيات مادية وتسليحيه وصحافة وتلفزيون لتدمير نفسية العراقيين وللإطاحة بحكومة ألعبادي بذريعة أنها حكومة منبطحة رغبة منهم بعودة حكومة المالكي المنهزمة ، لأنهم يفضلون تلك الحكومة على حكومة ألعبادي القادرة على قيادة البلد نحو التحرر والانتصار والبناء وحل الأزمات والابتعاد عن المهاترات السياسية ، لقد جرب العراقيون دورتين حكم المالكي ورأوا الدمار والخراب والهزائم . وهم ألآن ، رغم ما يعانونه من مشاكل وأزمات متعددة ، يعون أن حكومة ألعبادي قادرة إلى إيصالهم إلى بر الأمان ، على الرغم من المؤامرات التي يحيكها أيتام الولاية الثالثة والتشكيك بجميع الانتصار التي تحققت في ظل حكومة ألعبادي . ولكن أيتام الولاية الثالثة لم يخجلوا ، فلا بد وأن يكذبوا كل هذه الأدلة الساطعة على جبن بطلهم الهمام الذي أنهزم ليجدوا له الأعذار ، نجاة لإنقاذ ماء وجه . فهل يتعظ أيتام الولاية الثالثة من هذه الدروس البليغة ؟ وهل يخجلوا ولو قليلاً ويكفوا عن أكاذيبهم ؟ .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك