المقالات

النفط وعبد المهدي.. والصبح

1358 2014-11-16

تنهض الأمم بقدرة أبنائها, ورغبتهم الحقيقية بنهوض أمتهم, لكن هذه الرغبة الشعبية يجب أن يقودها نخبة, يمتلكون المؤهلات اللازمة, لتنفيذ رؤيا قائد أو اكثر, تحقق طموحات هذه الأمة. من المثالي القول أن ذلك يحصل دون مشاكل أو أخطاء, وهذه تمثل فرصة لتقويم المشروع, كما يصعب أن تجد مشروعا يخلو من معارضين, بنوعيهم السلبي والإيجابي, ومن الطبيعي أن رموز المشروع, هم الأكثر تعرضا للهجوم والتسقيط, فهم واجهته وحملته, والمدافعين عنه, فتلازمهم ومشروعهم من المسلمات.

لم يحظ ملف الاقتصاد في العراق بإهتمام حقيقي, قصورا أو جهلا من ساستنا, عدا مجموعة قليلة حملت مشروعا, كان للجانب الاقتصادي منه دور محوري, ومحرك للعملية كلها, وتحققت بعض الإنجازات التي, لو قيست بموضوعية ضمن وظروفها الإقليمية والوطنية, لكانت اقرب للخيال منها للحقيقة. ربما نسي أغلبنا ملف الديون, وما تحقق من تخفيض للديون من نادي باريس والتي وصلت الى"80%", وكان للسيد عادل عبد المهدي دور محوري فيها, حتى اطلق عليه الرئيس العراقي حينها, جلال الطالباني, بلكنته الكردية المحببة لقب "مجدّي العراق".

ربما بعضنا لا يعرف قيمة المنجز, لكن الاقتصاديين يعرفون أثر, بقاء دولة, مكبلة ومدينة بمبالغ مهولة, وما يترتب من أرباح تراكمية, و أثره في استقلالية القرار الاقتصادي, ونمو الاقتصاد, وتحسين قيمة العملة العراقية, وتعزيز قدرتها, وخفض نسبة التضخم والعجز في الميزانية, وغيرها الكثير من الفوائد, أنية أو مستقبلية.

رغم أن عبد المهدي لم يكن مسؤولا عن الملف, أو في منصب اقتصادي, إلا أن قادة العراق, كانوا يعرفون الرجل صاحب الشهادة المرموقة, بالاقتصاد السياسي, والبصمات الواضحة, في كتابة الدستور, والعمل في مجلس الحكم, وغيره الكثير من المساهمات, وما سبقه من عمل معارض, و تنوع فكري منفتح, إمتلكه لتواصله مع اكثر من فكر سياسي انتمى له.

تولي السيد عبد المهدي اليوم, ملف النفط العراقي, يضعه أمام تحدي كبير, فمن المعروف أن النفط هو عصب حياة الاقتصاد والدولة العراقية, فهو يشكل اكثر من"90%", من موارد العراق, وما تعانيه المنظومة النفطية من مشاكل, تتعلق برفع الطاقة الإنتاجية, لتواكب حاجة النهوض الاقتصادي بالبلد, والنهوض بشبكة الأنابيب, ومشاكل إقليم كردستان والمركز.

هل سينجح عبد المهدي في مهمته, مع كل هذا التعقيد السياسي والعسكري؟ وهل ستؤثر العلميات العسكرية الجارية, في مناطق تعتبر قلب العمل النفطي؟ وهل ستكفي زيارة شجاعة, لأهم مصافي العراق على خط النار؟ هل ستكفي طريقة السيد عبد المهدي, في العمل بصمت, وترك الإعلام للأخرين في بيان بصمته على الاقتصاد, والدولة العراقية ككل؟

أم سيظهر له خصم يستهدفه شخصيا, يستطيع أن يوظف أي قضية ليجيرها ضده, وكما حصل سابقا, حينما جيرت, قضية المصرف الجنائية, لتصبح قضية تسقيط إعلامي سياسي بامتياز, ويجعله يتلكأ؟

سننتظر ونرى النتائج, فرغم إعلانه انه يملك رؤيا, وقدم خططا متكاملة لتطوير القطاع, والاقتصاد العراقي معه.. إلا أن المواطن العادي ..يريد أن يلمس أثر ذلك على حياته البسيطة.

سننتظر ونرى,, أو ليس الصبح بقريب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك