المقالات

ما زال في العراق رجال دولة

3384 2014-11-16

لم تكن علاقات المركز مع إقليم كردستان، مستقره وهادئة طوال عقود من الزمان، رغم تعاقب الحُكام وتغيير السياسات، التي يعللها البعض الى المنهج الكردي المتشنج، فيما يذهب الأخر الى سياسة السيطرة والدكتاتورية للمركز، ومحاولات فرض الحكم على شعب يحمل الثورية والتمرد على السياسات الاقصائية بطبعه.

نتج عن هذه الصراعات المتواصلة، فقدان الشعب الكردي وقياداته الثقة بحكم بغداد، فيما تواصلت نظرة القيادة في بغداد خلال سنوات الحكم الجمهوري المتعاقبة، في أن الكورد معارضين خطرين يجب تحجيمهم.

ما تغيير في العلاقة بين المركز والإقليم مع بداية حكومة العبادي، هي بناء جسور الثقة والجلوس على طاولة المفاوضات، ووضع حلول إستراتيجية من خلال التفكير بمصالح الطرفين من منطلق العراقية، كل هذه العوامل جعلت من الأزمة بين المركز والإقليم تأخذ طريقها للحل.
السر الكبير في هذه المفاوضات، هو وجود رجال دولة وسياسة في ساحة الحوار، تستطيع ان تقدم الحل المدروس والناجع في الوقت المناسب، "عادل عبد المهدي" نموذج حقيقي لهذه الصفات، ونتائج حركته وفاعليته الاقتصادية والسياسية، لم تكن وليدة الظرف الحالي، بل أستطاع في أوقات سابقة حينما كان وزيراً للمالية، أن يطفئ أكثر من 80% من ديون العراق الخارجية، ويؤسس لإستراتيجية اقتصادية مالية، وضعت العراق على سكة التصحيح للواقع المالي الضعيف.

فيما تبقى الإرادة السياسية، والفكر الموحد الجامع لكل الأطراف، تحت خيمة العراق، السيد الحكيم راعي التقريب والتفاهم والانسجام، فالمتتبع لحركته وإشاراته وتصريحاته ورؤيته، تجد فيه القائد القادر على تحقيق ما تأخرنا كثيراً في انجازه.
أن رجال الدولة بما تعنيه الكلمة من بُعد ومصطلح، هي الحاجة الأساسية والضرورة للعراق، ولعل الانتصارات الأمنية والانفتاح الاقليمي والدولي، والإجراءات السريعة لإنقاذ الاقتصاد العراقي من الانهيار، بعد مغامرات كارثية قادها رجال، لم يفقهوا من فن القيادة سوى التمسك بالمناصب، تعطينا الأمل الكبير أن المقبل أفضل، وأن الاندفاع صوب مصلحة العراق هو الأجدر للوصول لضفة الأمان.

فيما علينا أن نكون على حذر ويقظة، من تلك المحاولات المستمرة لبعض المفلسين الساخطين "من النجاحات السريعة لحكومة الوحدة الوطنية" الذين يحاولون على الدوام دس السم وقلب الحقائق والنيل من الجميع، ولا يقفون عند حدود المرجعية الدينية، ما دامت تدعم للإصلاح والتغيير وتنتقد سياسة السابقين، ممن كادوا يوصلون العراق إلى حافة النهاية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك