المقالات

داعش سينتهي ..لكن حدثوني عن الفساد ؟؟

2001 2014-11-12


حملت الايام الفائتة اخبار مفرحة ومهمة عن النجاحات والانتصارات الكبيرة التي حققتها قواتنا الامنية وابطال الحشد الشعبي والبيشمركة في جرف النصر وزمار وبيجي وعامرية الفلوجة ومناطق اخرى تسببت بمقتل الالاف من الدواعش واصابات اعاداد كبيرة منهم بل وصلت الخسائر الى قمة التنظيم الارهابي عندما اعترف التنظيم باصابة الخليفة الامريكي الاسرائيلي بجروح خطيرة ربما تسببت بمقتله وهلاكه،كما تسببت الانتصارات المتوالية لابطال الجيش العراقي والحشد الشعبي بانهيار معنويات الدواعش وحدوث حالة من الارباك والتخوين والتصارع والتقاتل فيما بين تنظيماتهم.

واستمرار الانتصارات والقضاء على داعش امر حتمي ومفروغ منه وما هي الا مسالة وقت لنكون امام مرحلة اخرى نكتب فيها عناوين لحكايات وقصص لم نكن نتوقعها في يوم من الايام وكما هو الامر مع داعش والقاعدة وساحات العز والكرامة وما شابه.وان كانت امنياتي هي ان تكون عناوين المرحلة المقبلة تتعلق بالاعمار والتشجير والسفر وناطحات السحاب ومسابقات الوز والقطط والارانب ولا ضير ان تشترك الكلاب والديوك في هذه المسابقات التي ستدخل البهجة والسرور في قلوب عشاق هذا اللون من الصراع الدموي.

ومع ان كل هذه الامنيات بسيطة وقد سبقنا العالم اليها قبل عشرات السنين وبامكانيات قليلة لا تصل الى ربع الامكانيات المتوفرة لدينا الا ان امر الوصول اليها قد يكون مستحيلا وصعب المنال ليس بسبب عدم توفر الوز والقطط والارانب بل بسبب شيوع واستمرار الفساد المالي والاداري والذي فاق جرائم داعش وكل الحروب التي مرت على العراق بعد ان تسبب باستنزاف اموال العراق وتحويلها الى إقطاعيات وممالك خاصة للفاسدين والسماسرة والمغفلين والفاشلين.

ان استشراء حالة الفساد المالي والاداري في العراق وصلت حدا لا يمكن السكوت عليه ابدا وتجاوز كل التوقعات ووصل الى كل مفصل وزاوية في مؤسسات الدولة والقطاع المختلط واصبح امر وقف تمدد اخطبوط الفساد شبه مستحيل ويحتاج الى وقفة جادة من قبل الجميع مع تشريعات صارمة من قبل الدولة والى جهاز مراقبة فعال والى انظمة ادارية تتناسب وحالة التطور الكبير في الجوانب المعلوماتية.
ان شيوع الفساد اصبح ظاهرة عامة وطبيعية ،وثقافة مجتمعية هابطة تناغم معها الكثير ،واستهوى السير فيها جمع عظيم ،لسهولة التربح وقلة الجهد المبذول،بعد ان غاب الوازع الديني والاخلاقي وغاب الرادع القانوني والمجتمعي وبعد ان تخلى من سار في هذا المجرى الاسن والقذر عن كل ارثه وتاريخه وقيمه الاسلامية والعربية والعقلية.

ان محاربة الفساد المالي والاداري باتت من اولويات جميع ابناء الشعب العراقي وليست اولوية للحكومة او طرف اخر ولهذا نجد المرجعية الدينية وقيادات دينية وسياسية اخرى دعت واكدت في اكثر من مناسبة الى البدا بوقف هذا التداعي وهذا الاستنزاف المنظم للاموال العراقية بسرعة وبصورة جدية لان الفساد المالي والاداري يمثل الوجه الاسوء في تراجع المجتمعات وانحلالها وفسادها اخلاقيا.

ان على وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمقروءة ان تاخذ دورها جنبا الى جنب مع رجال الدين ومع السياسيين الشرفاء لان يبداوا حملة مكافحة الفساد بكل انواعه مع اهمية قيام البرلمان باصدار التشريعات التي تؤدي الى وقف تمدد الفساد المالي والاداري وتجرم كل فاسد حتى لو كان هذا الفساد يعادل درهما واحدا مترافقا مع قوانين صارمة تتخذها السلطة القضائية ضد كل مفسد.
ان الانتصار على داعش لن يكون ذو تاثير كبير طالما بقي الفساد ينخر بجسد الدولة ومؤسساتها لان الفساد سيكون قادرا على اعادة داعش بكل اريحية وسهولة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو محمد
2014-11-12
لايمكن علميا وتشريعيا ان تحقق دولة النصر على اعداءها , والفساد بكل انواعه يعشعش في بلدنا , قد سنتصر,ولكن بكثرة اموالنا ورجالنا وبفتوى السيد السيستاني, التي الهمت بعض الاناس المؤمنين بمحاربة الكفر والطغيان بوازع ديني محض وفي سبيل الله ,
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك