المقالات

نبوءة جواد وفساد نوري

1600 2014-11-07


قبل ما يقارب التسع سنين, بعد صراعٍ مرير على منصب رئيس الوزراء, اتفقت الكتل البرلمانية, على أن يكون جواد المالكي, وممانعتهم على تولي الدكتور ابراهيم الجعفري لرئاسة الوزراء, وكان للسيد عبد العزيز الحكيم دورٌ كبير في حلحلة الأزمة.
شُكِّلَت حُكومةٌ تحت مُسمى التوافق, حينَها وَعَدَ المالكي شعب العراق بوعودٍ عدة, كان أولها القضاء على الإرهاب, تثبيت الأمن, سيادة القانون, والبدء بالإعمار, وقد كان مؤملاً أن يكون توافقاً حقيقياً, كي يتآزر الجميع, بوضع اللبنة الأولى بخدمة العراق.

سارت الأربع سنوات الأولى بخطى متأرجحة! بسبب تواجد الإحتلال على أرض العراق, مما يعطي الحق لبعض فصائل المقاومة, بالجهاد ضد المحتل, رغم أن بعضها لم يكن وطنياٌ! بل مدفوعاٌ بأجندات خارجية وطائفية بغيضه, لا يهمها مصلحة العراق وشَعبه. 

جرت الانتخابات للمرحلة البرلمانية الثانية, بعد الحكومتين المؤقتتين, فحصلت القائمة التي يترأسها أياد علاوي على 92 مقعداً برلمانياٌ, بينما حصلت قائمة رئيس مجلس الوزراء المالكي على 89 مقعداٌ, بفارق ثلاثة مقاعد, ما يتيح لأياد علاوي تشكيل الحكومة. 

إنقاذاً للعراق الجديد, قامت الكتل التي تمثل أغلبية الشعب العراقي, بتكوين التحالف الوطني, قبل الدخول للبرلمان, بخطوة ذكية أذهلت المتنافسين, لكن تم حرفها عن المسار, حيث قام المالكي, البارزاني , علاوي, باجتماع أربيل, بمباركة أمريكية مجهولة المعالم!

كانت النتيجة, عدم مشاركة قائمة شهيد المحراب, التي وصفت الولاية الثانية للمالكي, أنها حكومة أزمات, استقراءً لما سيحصل وبناءً على ما قامت به المرجعية, التي أغلقت أبوابها أمام كل المسؤولين الحكوميين, لحين تبيان الخدمة الحقيقية للشعب العراقي. أثناء الولاية الثانية, بدلاً من العمل بالشراكة الحقيقية, قام المتملقون بقائمة ما يُسَمّى دولة القانون, باتهام كافة الشركاء بالتآمر, مع تمجيدٍ للمالكي منقطع النظير, كما كان يفعل حاشية صدام, بالرغم من الفشل الذريع واستشراء الفساد بأنواعه!

ولايتين من الحكم شبه فردي, امتازت بتهريب طارق الهاشمي, خروج وزير التجارة الى لندن, اقالة المفتش العام لوزارة الصحة, بعد ثبوت فساده, فأصبحت من سُنَنِ الحُكومة المالكية, الإقالة مع التقاعد للفاسدين والفاشلين, إضافة للخونة الذين سلموا المحافظات لداعش!
مُنِحَ المالكي منصب نائب رئيس الجمهورية, محتفظاً بمَوكَبهَ الضخم البهيج! وتصرف كأنه لازال الحاكم المُطْلَق, حيث يوفِدُ نفسه للمحافظات, دون الرجوع لرئيس الجمهورية! مما أثار حفيظة, مما حدى بفؤاد معصوم أن يوجه, بعدم مغادرة المالكي إلا بإذنه. 

كون المالكي استغل زياراته, للتشكيك بالحكومة الجديدة, ومحاولة جمع الشتات الذي تعرض له, فهو لا يعترف بالفشل, بل ويصور للناس من خلال جولاته, أنه المُنتصِر, وهذا بسبب تسييس أغلب القضايا, فكما يُقال: من أمِنَ العِقاب أساءَ الأدب.

فهل سيبقى من قضى دورتين لا عباً بمنخريه! وفَشِلَ تخطيطاً وإدارةً, مدنياً, عسكرياً ومالياً دون مسائلة؟ مُستَمتِعاً بكل ما استحوذَ عليه, وسلم العراق للإرهاب, سؤالٌ يجب الإجابة عليه مِن دُعاةِ التغيير, فالبعرة تدل على البعير, والفشل يدل على الفاشل. 
مع التحية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك