المقالات

مشرط تبعيض العراق الى بضعة أوطان!..

2009 2014-11-04

قاسم العجرش

 مشهد نحر الرجال ،لا يؤدي الى موتهم وحدهم ، لكنه سيؤدي بالوطن الى قبر عميق، لا قيامة له ولا بعث ولا نشور!

هذا ما يريده قتلة أبناء عشيرة البو نمر في الرمادي، وما أرادوه بقتلهم شباب العراق في سبايكر، وما أبتغوه من مجزرة بادوش، وغيرها من مجازر الوطن.

القتلة الذين قتلوا أبناء البو نمر، إنما نفذوا عملية نحر العراق، من الوريد الى الوريد، وهم بالحقيقة أدوات عمياء، بيد صاحب المشروع التقسيمي، ينفذون إرادته التي تريدنا أن نودع العراق، الى حيث لا مقام له في خرائط الجغرافية، التي ترسم بهمة عالية، بمشرط جراح أمريكي أسمه جون بايدن..

المجازر المتتالية ليست عمليات إنتقام وحسب، ولا منهج إخافة وإرهاب فقط، إنها بالحقيقة تقصد تبعيض الوطن الى بضعة أوطان، والبضعة تزيد عن ثلاثة وتصل الى تسعة!

بيد أن الوطن لن يكون ثلاثة أوطان مثلما يتصور البلهاء، واحد للكورد سيتطور لاحقا الى دولة كوردستان الكبرى، وثان للشيعة والثالث للسنة.

 أبدا لن يكون هكذا، فمن قال أن الموصل ستتفدرل مع الرمادي؟! وكيف سيتأتى لتكريت التي أثخن سيدها المقبور بكركوك أن تتفدرل معها؟

أين سيكون مصير التركمان؟ هل سيرحلون جماعيا صوب الأناضول؟

أن المصالح هي التي ستبني الفيدراليات، ومن يقرأ الوجوه الراهنة، والمصالح المتداخلة، سيكتشف أن كلنا لا نعرف ما نريد!

التبعيض بالنتيجة سيمحي الوطن، بممحاة صنعت في أرقى مختبرات أمريكا، وكي تخرج هذه الممحاة متقنة الصنع وتعطي نتائج مضمونة، تعاضد معها أطرافاً عدة، كل له مصلحة بأمحاء شيء أسمه العراق..

تركيا تريد عراقا مطيعا وسوقا لبضائعها الرديئة ولشركاتها الفاشلة، عراق تحت الأبط..وبالتأكيد لا تريده عراقا شيعيا يسبب لها الصداع.

آل سعود المحكومين بعقدة كراهية كل شيء ينتمي لآل البيت عليهم السلام، لا يريدون عراقا فيه نجف أو كربلاء، وأكثر ما يخيفهم هو عراق شيعي قوي ، بل هم يعملون وبلا كلل، على تصفية الأنتماء الشيعي،  وإقتلاعه من الوجود..

 الأردن هذا البلد الطفيلي منذ نشأته، ما عاد النفط العراقي شبه المجاني، بقادر على إرواء عطشه، وما عادت أموال التجار العراقيين، التي صنعت له مدنا وبنى تحتية، بكافية لإطعام شعبه مع شحة موارده الذاتية، وهو ينظر بعين نهمة الى صحراء الأنبار، وما فيها من فوسفات وكبريت وبترول أيضا..

أهل الخليج يريدون العراق، لكن يريدونه عراق غزلان، وكاظم الساهر و"هله باليلعب جوبي"، مثلما يريدون إيران لكنهم يريدون ايران كَوكَوش والكافيار وبحر قزوين!

كلام قبل السلام: إذا رحل العراق؛ فإنه لن يجد ساعة الوداع، من يودعه فكلنا سنكون الى فناء!..

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حيدر حسن
2014-11-04
هذه المقاله متشائمه كثيراً....العراق نعم نحو التقسيم ولكن كما رسمت نهاياتها العراق باقي. وهو ام العرب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك