المقالات

تاسوعاء برهان عددنا وعِدتنا وإستعدادنا

1649 2014-11-02

لعل الإختبار الأصعب في الحياة، هو القدرة على ضبط النفس وكبح الأهواء والرغبات، وتحديد الحقوق الفردية والحرص على الجماعية، وتحقيق الهدف العظيم بإنتزاع الأنا، والتحرك بإتجاه مصلحة المجتمع، تحصناً من الإنزلاق والخضوع، وبناء الذات والإخلاص في العمل الأفضل، لخدمة الإنسانية والمجتمع قبل النفس والمقربين في القضايا الجماعية، يقابل ذلك فكر منحرف منحط كان ولا يزال يؤمن بالفجور إماماً والحق عدواً .
يوم تاسوعاء المحك والإختبارالحقيقي في مدرسة عاشوراء، ونقطة الإفتراق بين الحياة والموت والحق والفجور، بين السعادة الدنيوية والسعادة الأبدية بين الخلود والعار، إختبار صعب بين من يعطي ومن يأخُذ. 

الإطلاع على الأهداف التي سعى لها الإمام الحسين عليه السلام، والتبصر بها يجعل الانسان يؤمن بعظمتها، كونها مثلت ذرّوة الصراع المتراكم منذ بدأ الخليقة بين الحق والباطل الى يوم كربلاء، ويستمر تكرار المشهد في كل زمان ومكان، رفعت الحاجز بين الحاكم والمحكوم، متخذة شجاعة الموقف باب للحرية، رافضةً الطغيان الفردي والجماعي والفساد، مرتهنة النفس فداء للكرامة والإنسانية والقيم العظيمة، والمساواة والعدالة الإجتماعية، بدعوة صريحة للإصلاح والإنتفاض لتغيير؛ مفاهيم تعميم الفساد ومنطق القوة والإنحطاط والرذيلة. 

المباديء التي إنطلق منها الإمام الحسين ثابتة لا يغيرها زمان أو مكان، جسدت ثورة الحق المكبوت على الباطل الحاكم، لإحياء حقوق جماعية من الفردية، فسحت الطريق أمام أنصار تمترسوا بالحق، أمنياتهم عطاء وخلود أبدي، وإنطباع حقيقي لصورة الحياة التي خلق الإنسان لأجلها.
الإمام الحسين كان ولا يزال، صوت يرعب الطغاة والأنظمة السياسية المنحرفة وأعداء الإنسانية، رسم بدمه منار السلام في ربوع الأرض برمتها، من قيمته الفكرية بالشجاعة والإباء والتضحية، ومدرستة تجلت فيها قمة التجارب الإخلاقية والصبر والثبات على المباديء، ويوم تاسوعاء كان الإختبار والمفترق بين طريقين، ونقاط على حروف الضبابية، ورَسم طريق لا غبار فيه. خيار بين الحياة والموت، بين الثبات على المباديء والإنهزام أمام الكفر والتكفير.

قضية ونهضة الإمام الحسين، إشعاع إنساني خالد، تقف أمام نشر ثقافتها حواجز وعراقيل أنظمة الفساد، لأنه أبعد الأمة عن الإنحراف الذي يصر على تفجير دروب الزائرين التي لا تنقطع.  عاشوراء قيمة فكرية وتاسوعاء لحظة إنطلاقها، وتجسيد الإنسجام للغاية النبيلة، وإحياء الذكرى تجديد للبيعة، وتعظيم سمو النفس المشعة للإنسانية.

نقول دائماً (ياليتنا كنا معكم) وأعدائنا يتخذون من الإمام الحسين عدواً ويزيد إماماً؛ وبما أن التاريخ يعيد نفسه، وفي كل زمان ومكان حسيناً مذبوح ويزيد داعشي، فعلينا إثبات مصداق النصرة وبيعة الأنصار يوم تاسوعاء، ونشر الوعي الحسيني في أنحاء المعمورة، ونقول أن الحق لا يهزم بالتضليل، ويبقى فكر الإمام الحسين (ع) متوقداً لا يخفي ظلام الإنحراف إشعاعه، وتاسوعاء يوم إختبار ونقطة شروع ولائنا ووفائنا، ومصداق قول السيدة زينب(ع)( لن تمحو ذكرنا)، يبرهن عددنا وعِدتنا وإستعدادنا، ومشروعنا الذي يزلزل الأرض، وصوتنا الذي يجعل العراق مقبرة الدواعش المارقين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك