المقالات

الغرق في مستنقع البعث

1340 2014-10-31

تامل العراقيون خيرا بالخلاص من سطوة البعث, بعد عقود القهر, فسقط صدام بالجحر, وتفرق جمع الرفاق, وانبثق عهدا جديد, كله أمل بتحقيق العدل الغائب, وان تعود الحقوق لأهلها.

لكن تبخرت كل الأحلام, وتحولت إلى كوابيس, بفعل صعود الطامحين لإنشاء دكتاتورية جديدة, ثمان سنوات أضاعت علينا فرص النهوض, حيث تفرد شخص واحد بتملك خيوط الأمن والمال, وانتهج سياسات غريبة بعيدة عن مصلحة البلد, مما دفع لنشوء مافيا فساد, أموال تهدر, وشعب جائع, وأحلام تموت, نتائج الأنانية والسعي للتفرد.

كان واجبا على من يريد التفرد, إن يلجا لخبراء في الفساد, فكان قرار إرجاع الكفاءات البعثية, والاعتماد عليهم, في الكثير من مفاصل الدولة الحساسة, والدفع بهم حتى في تنظيمات حزب الدعوة, والصعود بهم بالانتخابات, وتم وضع بعض مفاصل الجيش والأجهزة الاستخبارية بيد بقايا البعث, مما أسس لنشوء الدولة العميقة, التي تعمل على تدمير كل أساس, عبر نشر الفساد, وهذا عرضا ينفع المتفرد الجديد, وهو لا يدرك بنظرة بعيدة أنهم يؤسسون لإسقاط الدولة!

شهر حزيران صوته كان مدويا, سقطت الموصل وصلاح الدين بيد عصابات, تدعى بالدواعش, والأكثر غرابة هروب قيادات الجيش الموالية للمالكي نحو كردستان, واختفاء القوات الأمنية, ثم مذبحة سجن بادوش وقاعدة اسبايكر بحق الشيعة حصرا, فكيف حصل هذا؟ هل كانت للقيادة السياسية رؤية, أو علم ما سوف يحدث؟ من يتحمل المسؤولية؟ ومن نحاسب؟ وهل يمكن إصلاح الحال؟ تساؤلات حزيران لم تجد لها جواب.

إن تشخيص الخلل, يدفعنا لتبني رؤية, وهي إن أهم أسباب السقوط ,تسرب قيادات البعث بكل قبحه للدولة, وإطلاق يدها تفعل ما تشاء, وكان الدافع في ذلك, رغبة أصحاب القرار السياسي التفرد بالحكم, فالاعتماد على المشبوهين من قيادات البعث كان هو علة الحدث, وهذه الكائنات البعثية تتحين الفرصة للإساءة للعراق, فاوجد لها الطامح للتفرد الفرصة الذهبية, واستغلتها أبشع استغلال, ولولا فتوى السيد السيستاني لتم ابتلاع العراق. 
الغرق في مستنقع البعث كان الخطيئة الكبرى, التي مارسها الساعي للتفرد, لم ينتبه إلى إن البعث مجرد ورم لا علاج له إلا بالاستئصال, فكيف يداوي مرضه بالسرطان!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك