المقالات

المدرسة العراقية في كولالمبور، إمتداد لواقع التعليم المرير في العراق...

3865 2014-10-03

تشهد المسيرة التربوية في العراق تأخرا عن بقية العالم المتقدم لأسباب عديدة، فالمدارس غير كافية بالنسبة لعدد الطلبة، إضافة إلى عدم جاهزيتها من ناحية الكادر والمواد الدراسية،لا ننكر أن هنالك تقدم متواضع بالمناهج الدراسية، ألا أن طرق تدريسها لا تزال تقليدية وتخلو من الجانب العملي.
إذا أردنا ان ننهض بواقعنا التعليمي إلى مستوى باقي الدول، فعلينا أن ننسخ تجارب الدول المتقدمة التي مرت بظروف مماثلة لظروفنا، وهنا يجب أن تلعب المدارس العراقية في الخارج الدور الاساسي في نقل هذه التجارب، ولكن ما يحدث هو العكس، خاصة بالنسبة للمدرسة العراقية في كوالالمبور.
حجم المدرسة صغير جدا، خصوصا بعد تزايد أعداد الجالية العراقية في ماليزيا، وجلهم من طلبة الدراسات العليا، فالمدرسة مكتظة بالتلاميذ حتى تجاوزت أعدادهم الخمسين في الصف الواحد، وأضطر بعضهم الى أفتراش الأرض، هذا إضافة إلى إفتقار المدرسة للمختبرات وطرق التدريس الحديثة،وأغلب الكتب المسلمة للطلاب ممزقة، مع أنها مستنسخة وليست أصلية، وللأسباب المذكورة فمستوى التعليم فيها أنخفض وخصوصا اللغة الانكليزية ، وهذا يجعلها بعيدة كل البعد عن قريناتها في ماليزيا ومشابهة إلى حال مثيلاتها في العراق بل أسوء، لأن المدرسة تنتهك الحق الدستوري للطلبة العراقيين بالتعليم المجاني، فتمويلها ذاتي بالكامل، ويعتمد على أخذ الأجور من أولياء أمور الطلبة.

لا أعرف ما السر في أن إنشاء مدرسة ثانية في موقع آخر أمر شبه مستحيل بالنسبة للعراق، بينما هو أمر سهل لبلدان اخرى تعاني من ظروف صعبة مماثلة مثل ليبيا، التي يزيد عدد مدارسها الآن عن الاربعة في مواقع مختلفة من ماليزيا، لماذا لا تستحدث مدرسة ثانية في موقع آخر، مثل سيردانغ التي يسكن فيها أغلب الطلبة ،وهي أقل كلفة من ناحية ايجار المباني من العاصمة بكثير؟

من ناحية اخرى هنالك مدرستان من المدارس الدولية الأهلية التي تدار من قبل إدارة عراقية ذات مستوى علمي مشرف، وهما مدرستا النور والبصيرة، وعلى الرغم من إرتفاع أجورهما إلا أنهما كانتا تخففان الضغط قليلا على المدرسة العراقية، المفاجأة كانت بقرار غريب من وزارة التربية يمنع الإعتراف بأي مدرسة لا تبعد 250 كم عن المدرسة العراقية، ولا أعرف ما علاقة البعد بالجانب التربوي والتعليمي!
لا نعلم من المتسبب الرئيسي في تردي التعليم في العراق، أهو الفساد بجانبيه المالي والإداري، أم البيروقراطية المقيتة، أم الظروف الصعبة التي يمر بها البلد، أم كل هذه العوامل مجتمعة، ولكننا نأمل في تغير الواقع التعليمي في ظل الحكومة الجديدة، التي وضعت على رأس أجندتها رعاية الطفولة والإرتقاء بالمستوى العلمي لها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك