المقالات

غرباء في أوطانهم

1432 2014-09-29

ليس الغريب غريب الدار والوطن، أن الغريب غريب اللحد، والكفن.
من هذه المقولة، والكلمات، ابتدأ كلامي عسى أن أقنع نفسي، والثلة التي تتداعى لمأساة النازحين، وتحاول أن تقلل من معاناتهم، وصدمتهم، التي قد لا يزالون ، مترنحين منها، غارقين بها، كأنهم سكارى، وما هم بذلك من سرعة الأحداث التي توالت عليهم.
أحداث مرت على أبناء العراق، كأنهم جالسين في إحدى دور العرض السينمائي أبان سبعينيات، وثمانينيات، وتسعينيات، القرن الماضي (لغلق جميع دور السينما بسبب الأمن المفقود منذ سنوات عجاف على يد المالكي والتطرف الوهابي المقيت) فعاشوا الذل بدل الغنى، وإلاهانة، بدل الكرامة، والتهجير، بدل الأمن، والاستقرار.
النازحون؛ مرة أخرى، ومعاناتهم التي عجزت الدولة صاحبة اكبر ميزانية بالمنطقة(أحاول أن أغمض عيني عندما أتكلم عن الميزانية، لأنها حبلى في شهرها التاسع، وننتظر ولادتها بعملية قيصرية بأيدي، لا تفكر بالشعب العراقي، وان كانت هذه الولادة مشوهة، أو مصابة بالشلل الولادي) وذلك أضعف الإيمان!.
نازحون، مهجرون، تاركين خلفهم ذكريات طفولة جميلة، وأيام صبا لا تنسى، وعلاقات كانت حميمة مع أناس استبدلوا الإخوة، والعلاقات الطيبة، بلحى نجسة! ناكرين لقول رسول الرحمة، والإنسانية عليه أفضل الصلاة، والتسليم حين سأله احدهم بوصية قال له: جارك ثم جارك ثم جارك، وقيل حتى ظننا إن الجار سيورث جاره. 
تكالبوا عليهم كالذئاب، متناسين تلك الروابط القوية التي تجمعهم ليهجروهم، ليس لذنب اقترفوه، أو خيانة ارتكبوها فقط لأنهم عراقيين يحبون وطنهم وان جارت (بلادي وان جارت علي عزيزة وأهلي وان شحوا علي كرام).
أناس تركوا القصور والبيوت المعمرة ، تركوا المزارع المخضرة، والمصانع والمعامل، تركوا الثروات والخيرات ليسكنوا في المدارس والجوامع والحسينيات ليتصدق عليهم أهل الخير والرحمة مما أعطاهم الله في وقت كان لزاما على الدولة أنصافهم، وإسكانهم بأحسن المساكن، وأترف عيشه إكراما لهم، لا أن يتركوا للزمن بدون مأوى، ولا نصير أو حتى بدون رواتبهم الوظيفية لشهرين أو ثلاثة.
نعم؛ إنهم يرجون رحمة ربهم، لا رحمة أولئك الساسة التي لاتهمهم سوى مصالحهم الشخصية، والحزبية المقيتة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك