المقالات

نجح البرلمان ولم يخفق

1246 02:55:46 2014-09-22

من يقتفي أثر الفاشلين لا شك إن نهايته الفشل، ومن لا يعتبر من أخطاء السابقين، ويتوخى الحذر من السير بمسارات سابقة؛ حتماً سوف يسقط بهذه المنزلقات الخطيرة، وهو حب الذات، ونرجسية الأنا، والقرارات الفردية، والأرتجالية، والعصبية، وردت الفعل، والخطابات المتشنجة؛ وهذه الأمور تحتم علينا أن نعيد ترتيب أوراقنا من جديد.. 
لا شك إنا نحن أول من وقفنا ضد هذه المفاهيم، والتصرفات الخاطئة على مدى أكثر من عقد من الزمن، منذ سقوط النظام البعثي عام 2003، والتي أصر عليها بعض ساسة العراق طيلة هذه الفترة؛ حتى جاء تأكيد على رؤيتنا بيانات المرجعية الدينية في النجف الأشرف، على ضرورة الابتعاد عن الخطابات المتشنجة، والقرارات الفردية، والارتجالية، وأن يكون الجميع مشترك في قيادة المركب..
بعد مداً وجزر دام عدة شهور، قد تحققت إرادة الفئة المطالبة بالتغيير، ويعد هذا انجاز بحد ذاته، وتمخض عن هذا الإنجاز الكبير تشكيل حكومة تمثل جميع مكونات الشعب العراقي، وطاقم جديد، وأرقام كبيرة في الأوساط السياسية، وبناء ثلاثة ركائز مهمة في العملية السياسية، التحالف الوطني؛ الذي يضم جميع الفصائل الشيعية، وتحالف القوى الوطنية، الذي يضم جميع الفصائل السنية، والتحالف الكردستاني؛ الذي يضم جميع الفصائل الكردية.. 
من خلال تلك الركائز الثلاثة، نستشف القول إن لا يمكن تقوم العملية السياسية في العراق، إلا من خلال شراكة الأقوياء، وذات الأرقام الكبيرة، والمؤثرة في الساحة السياسية، والاجتماعية، ولا يمكن لأحد أن ينفرد بقرار، أو يتصرف حسب ما تؤل اليه مصلحته الشخصية، أو الحزبية، وطوي حقبة الماضي؛ التي جعلت العراق يطفو على الوعود البراقة، والقرارات الانفعالية، والمراهقة؛ حتى أفضت في نهاية الأمر الى سقوط ثلث مساحة العراق بيد" داعش".. 
ما قام به رئيس الوزراء د- حيدر العبادي بتقديم حقيبتي الدفاع، والداخلية لنيل ثقة البرلمان، قد كانت تلك الجلسة جميعها رسائل الى الشعب العراقي، أولها إن المسؤول قطع على نفسه عهداً خلال أسبوع سوف يشكل حقيبتي الدفاع، والداخلي؛ التي لم يحصل عليهن التوافق في الجولة الأولى، وبهذا الأمر قد وفى بعهده، وهذه رسالة بحد ذاتها لتطمين كثير من القوى السياسية العراقية في الظاهر، لكن خفيت في ردائها تجاهل معظم مكونات التحالف الوطني.. 

إذا أردنا حكومة قوية قادرة على انتشال البلد يجب علينا منذ البداية أن نشخص الأخطاء، والهفوات، التي وقع فيها رئيس الوزراء د- حيدر العبادي أثناء الجلسة، فقد طغى عليه طابع العصبية، والتجأ إلى لغة غير معتادة، وحاول أن يفرض ما تقدم به على معظم ممثلي الشعب؛ حيث كان الرد دستورياً، وديمقراطياً بامتياز، ورفضوا الانصياع الى قرارات الفرد، واغلقوا الباب أمام المهزلة السابقة، ورسالة إنذار مبكرة؛ لمن يريد العودة خطوة واحدة الى الوراء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك