المقالات

العراق في ذمة مسؤوليه

2631 2014-09-21

وأعني بهم الذين يديرون شؤونه من سياسيين وموظفين حكومين على إختلاف مستوياتهم التراتبية ابتداءاً من الرئاسات الثلاث فما دون ، ومن كافة الإنحدارات العرقية والإنتماءات الدينية والمذهبية وصولاً الى المواطن البسيط ، فإنه انطلاقاً من واجب المسؤولية الملقاة امتثالاً للحديث الشريف(كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته)، يكون الراعي كالمرعي والقائد كالمقود في جانب المسؤولية الوطنية وفي تبادل أدوار أدائها، فالراعي في موقعه رعية في موقع غيره،

وفي ظل هذه المدخلية أقول: أيها المسؤولون انتصحوا العراق فإنه لكم ناصح، وأوفوا له فإنه قد أوفى لكم،فالعراق كراعٍ وهبكم كل مايملك ، فماذا منحتموه بدوركم كرعاة؟ وللإجابة على مايبدو سؤالاً، لايحتاج الأمر سوى الى بعض المكاشفة،والمعاينة في سجل التأريخ القريب،ففي وقت لم يبخل العراق في ما وهبه لأبنائه من عطاء كريم لدرجةٍ منحهم فيها الرواتب العالية بما يحسن معيشتهم والسكن المريح وما يصاحب ذلك من امتيازات تحميهم الى حد الحصانة عن المحاسبة والمتابعة نرى أبناءه مقابل ذلك قد خذلوه الى المآل الذي جعله عرضة للإنتهاك والإستلاب الأجنبي. فالفساد المالي والإداري ضاربة أطنابه في مؤسسات البلاد، والعدالة الإجتماعية والمساواة بين الأفراد تكاد تكون معدومة، هذا اضافة الى المناكفات السياسية وما فيها من تناحرات وتهاترات بدت على أشدها في مجلس تشريع القوانين بما منع المجلس من اصدار أي قرار من شأنه تعزيز سيادة العراق، كل ذلك أوصل البلاد الى حالة الإنقسام بدل الإنسجام مما تسبب استغلال الوضع من قبل القوى التي تريد شراً بالبلاد من مثل داعش وأتباعها. والغريب في الأمر إبان كل ذلك ليس هناك من اعترف بتقصيره معتذراً، بل تراهم يظهرون على الشاشات الفضائية يتنطعون ملقين اللوم على بعضهم البعض، ثم بعد ذلك بكل جسارة يشكون ويتبرمون من مظاهر فساد هم خلقوه، وأكثر من ذلك يقترحون حلولاً بعبارات: يجب كذا ولايجب كذا، ولاأدري من يخاطبون ولمن يشكون ،وإذا كان الجميع يشكو من سوء الوضع فمن هو المسئول عنه ومن هو المستفيد من ترديه ياترى، وكأننا وما قال الشاعر: كل من تلقاه يشكو دهره ليت شعري هذه الدنيا لمن. أمّا ويحق لنا من خلال قراءة التأريخ القول:إن مصير الدول في ظروفها الصعبة يقوم على أكتاف بعض رجالاتها.

نتساءل في ظل مانمر به من ظرف عصيب: أين هي هذه الأكتاف والكواهل، وأين هم أولئك الرجال أصلاً، وهل هم غير من نراهم يظهرون على الشاشات الفضائية يتنابزون، بل وإن بعضهم يتشمتون مستشفين بآلام العراق وهو يقطع الأوصال. على أن التأريخ الذي لايرحم وهو يرفدنا بالحكم البليغة يعلمنا أن الدهر بما هو دواريّ لايخلو من الأبدال في الأرض، فالمدير الذي لاتزال بصمته ماثلة في أذهان طلابه ومسيرة مدرسته لن يمحى أثرها حتى يأتي غيره ليجدد دمغتها، ومدرب فريق كرة القدم الناجح لاتزال الألسن رطبة بذكره الطيب حتى يأتي من هو أكثر منه تضوعاً ،وصعوداً على هذا القياس مع كل مؤسسات الدولة ومرافقها، فكل لها تأريخها يحكي قصة من أسس لها فبنى، أو أدار فعمّر والبقاء للأوفى في أذهان الرعية ، أما من خانوا الأمانة فلا لسان لهم غير سوء الذكر ،أو قل مكانهم مزبلة النسيان أو إن شئتَ مَخرءة التأريخ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك