المقالات

حكومة الأقطاب لإصلاح الأعطاب!

1305 2014-09-12

مَرَّ العراقُ في فترةٍ مُظلمةٍ, تميزت بالأزمات, مطعمة بصراعات سياسية وطائفية, تبادلت الحكومة والبرلمان الإتهامات, تراوحت في شدتها من الفشل صعوداً للخيانة العظمى! غرضها تسقيط الأخرين. 
بعد كل ما جرى, أفرزت الإنتخابات نتائجها, تبعها تشبث لمن كان في السلطة التنفيذية, مما حدى بالمرجعية أن توجه بعدم التشبث بالمناصب.
إستجاب بعض منهم بسلاسة لذلك الأمر, بينما إضطرت المرجعية, للتشديد على بعضهم الآخر, حتى قبل أيام من إنتهاء المدة الدستورية للتكليف.
تَراكَضَ الطامعون بالسلطة, سعياً وراء السيد المكلف الجديد, للحصول على مغنمة كما يرونها, بينما أصَرَّ من بيدة زمام الأمور, إختيار الكفوء والنزيه كما وَعَدْ.
كالعادة تم تقديم الحقيبة ألوزارية, عند الساعات الأخيرة, ولكن هذه المرة, ضمن المدة الدستورية, ليس كالفترة السابقة التي اكتنفتها لقاءات ثنائيه, ثلاثية, بحضور طَرفٍ أمريكي.
حاول بعضهم تأخير الجلسة أو تأجيلها, بِحُجَجٍ ظاهرها حِرصٌ وباطنها فخ للتعطيل, أنه طريق للفرار من القاعة, لفرض ما يصبوا اليه, كونه شَعَرَ أن لا مكان له بالحكومة الجديدة؛ أو أن المنصب الذي سيوكل إليه ليس بستوى طَمَعِه!
صحيح أنها حكومة خالية من منصبين مهمين, لا يمكن التفريط بهما لأيٍ كان, إلا أن رئيس مجلس الوزراء الجديد, أعطى وعداً بأن تكتمل الحقيبة في غضون اسبوع, كي يزرع الثقة في قلوب من فقها خلال الأعوام الماضية بالآخرين, فالداخلية والدفاع وزارتان, تَرمزان للقوة عند بعض رجال السياسة, ومن يحضى بإحداهما قد يسيء التصرف, فَيُغرِقَ العِراق ببحر الدم, بدل ردم الأنهارالدموية الحالية.
إنها حكومة مكونة في أغلب مفاصلها, من أقطاب الساسة ألمُتَبَحِرين بالسياسة, ألمُتَّصِفينَ بالنزاهة ألمَشهودِ لَهُم بالكفاءة.
إنها حكومة تشبه غرفة عمليات, أو كَوِرشَةٍ لإصلاح الأعطاب ألكارثية, تقتربُ إلى حدٍ كبير, لما أرادته المرجعية, وفق معايير المهنية والنجاح, لمن تسنم منصباً في السابق, مع تطعيم بأشخاص جدد, ندعوه عز وجل أن يكونوا عند جسن الظن.
لنودع فترة الخلاف والتشكيك, لتكون الثقة هي ألبديل.
مع التحية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك