المقالات

إرادة التغيير تنتصر

1927 2014-09-12

التغيير كان شعاراً لكافة المرشحين في الانتخابات النيابية الأخيرة، الكتل والأفراد على حد سواء، والمرجعية الدينية هي الأخرى تبنت الدعوة الى التغيير في خطاباتها، وأكدت عليه مراراً وتكراراً بعبارات أصبحت تسري كالأمثال والحكم: (لابد من تغيير الوجوه التي لم تجلب الخير للبلد، والمجرب لا يجرب)
لعل البعض يتساءل عن ذلك التغيير المنشود، هل حصل بالفعل؟
ثمة من يرى أن التغيير لم يتحقق وفق الدعوة الى تغيير الوجوه التي إعتدنا مشاهدتها في أروقة السياسة العراقية؛ تحت قبة البرلمان، وعلى كرسي الحكم، بيد أن النظرة الموضوعية للتغيير تتحدث عن تغيير هائل حصل على مستوى البرلمان، وكذلك في التشكيلة الحكومية الجديدة، وبالتالي على مجمل العملية السياسية، اشتركت المرجعية الدينية وقطاعات واسعة من الشعب في تنجيز ذلك التغيير.
على مستوى الحزب الحاكم؛ طال التغيير الشعبي عبر صناديق الإقتراع ما يسمى "صقور الدعوة" وبجهد المرجعية الدينية والخيرين من السياسيين والضغوط الإعلامية التي مارسها الشعب؛ تم تنحية رئيس الحزب عن منصب رئاسة الحكومة، وكان لهؤلاء دوراً كبيراً في الفساد المستشري في الدولة، وفي فشل العملية السياسية وما وصل اليه البلد من انهيار أمني.
وعلى مستوى المعارضة فإن كتلة مؤثرة ككتلة المواطن حازت على أربعة مناصب في الحكومة الجديدة، فإنها لم تحز على أي منصب في الحكومة السابقة، وقد علا نجمها في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، كما أن تلك الكتلة تمثل رهان بعض المرجعيات الدينية مثل المرجع النجفي، لذا فإنها دخلت في التشكيلة الحكومية الجديدة بقوة، وعبر ثلاث وزراء، إثنان منهم لم يتسنما أي منصب فيما مضى، والثالث وزير سابق لثلاث وزارات، وقد عد من أنجح الوزراء العراقيين. 
أما على مستوى قيادات الكتل الكبرى مثل المالكي والنجيفي وعلاوي؛ فإنهم وضعوا في مناصب تشريفية نظراً لأهمية تلك الشخصيات وثقلها في المجتمع العراقي، وفي الوقت ذاته تم تنحية المالكي والنجيفي عن مناصبهم وإعادة أياد علاوي من موقع المعارضة الى المشاركة الشكلية.
كما أن رئيس الوزراء الجديد عازم على اشغال جميع المناصب الوزارية خلال فترة أسبوع دون اشغال أي منصب بالوكالة، وكذلك فإن برنامجه الحكومي يشير الى تطور كبير في الرؤية الإستراتيجية لإدارة الدولة، تختلف كثيراً عمن سبقه من الحكومات، بالإضافة الى الكاريزما التي يمتلكها والتي تنم عن شخصية غير متزمتة في اتخاذ قراراتها وحازمة في الوقت ذاته.
وفق ما مضى من تفاصيل التغيير الذي حصل في الانتخابات البرلمانية، وما جرى لاحقاً من تشكيل الحكومة الجديدة؛ نستطيع القول: أن المرجعية الدينية ودعاة التغيير من أبناء الشعب وبعض الكتل السياسية قد نجحوا بالفعل، وتم تغيير بعض الوجوه التي لم تجلب الخير للبلد، وتحييد الأخرى وإنشاء حكومة جديدة وفق برامج متفق عليها ومواثيق رصينة، لن تدع مجالاً للإستئثار بالسلطة واتخاذ القرارات الخاطئة كما في السابق والتي أودت بالبلد الى الحال الذي نعيشه اليوم.
نستطيع القول بأن التغيير قد حصل بصورة كبيرة لم تكن متوقعة، وأن العملية السياسية عادت الى مجراها الطبيعي بفريق قوي منسجم يمثل جميع مكونات البلد، وان لم تكن بالصورة المثالية المرجوة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك