المقالات

حاجتنا لثقافة قبول الأخر

1303 2014-09-11

لازالت في المخيلة صورة ذلك المجرم الداعشي وهو يقوم بذبح شخص! ليس السبب سلوكا مشينا بدر منه , أو جريمة ارتكبها, لكن السبب حبه لأهل بيت النبوة ! هذا ما جعله هدفا لسفاحي العصر (الدواعش)! وقصص التفجيرات التي تتفاخر بها التنظيمات الوهابية !وتعتبرها طريقا للجنة (جنة خاصة بالقتلة)! فقط لأنهم يقتلون الموالين لإل بيت النبوة! حوادث عشر سنوات مؤلمة جدا, تنطلق من سعي أشباه البشر لجعل العراق أرضا للقتلة! والأغرب هناك من يؤيد أفعالهم الإجرامية! ويعتبرها من صميم الدين!
يمكن تعريف سياسة إلغاء الأخر بأنها السعي إلى حذف الأخر تماما, وهو منهج العدو غير العاقل, كان أسلوب التتار والمغول في الماضي! وقد اتبعه الغزاة الأوربيون مع السكان الأصليون لأمريكا ( الهنود الحمر )! وعمل به الصهاينة في فلسطين للسيطرة على الأرض! واليوم هو أسلوب الدواعش في العراق وسوريا! مجرم يعطي الراية لمجرم أخر, فقط تتغير العناوين, في سلوك يغيب عنه كل صفات البشر الأخلاقية, من كرم ونخوة وغيرة وحماية وشهامة, فالدواعش مجرد حيوانات مفترسة لا تفقه قولا.

إن المنهج الواجب التزامه, هو اعتبار كل الجماعات الإسلامية جماعة واحدة, مثل الأجزاء المتعددة لجسد واحد, لا يجوز حذف جزء, فان كان احد الأعضاء فاسدا أو به مرض, فالعلاج هو الموقف الأصح وليس الحذف.
العالم العربي بالخصوص مطالب اليوم إعلان البراءة من شيوخ القتل, وتجريم تنظيمات القتل والجريمة, فهي ليست حالة إسلامية, بل مجرد عصابات تمتهن القتل, وترفع الدين شعار لها لتفلت من العقوبة! وعصابات القتل ليست جزءا من الأمة الإسلامية, فسكوت الحكومات والمجتمعات العربية نوع من المشاركة! مع كل الجرائم التي تحصل اليوم. 
الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله ) كان خطابه للكفار بالنص ألقراني (( لكم دينكم ولي ديني )), احترام الإنسان كموجود بعيد عن معتقده وفكره, فالعقيدة ليست بالإكراه, والدين ليس بالإجبار والتهديد بالسيف, بل بالسلوك الحميد, والأخلاق الراقية, المسلمون في معركتهم الأولى بدر لم يذبحوا الأسرى, بل شرطوا من يعلم عشرة من المسلمين القراءة يطلق سراحه, لقد كانت القيم الأخلاقية هي الباعث للفعل الراقي, بخلاف كسوف القيم في حاضرنا .
اليوم الأهم السعي للتأسيس ثقافة احترام الأخر وقبوله, والبناء من الصفر, وان نضع برنامج على مستوى الوطن, هدفه ترسيخ ثقافة احترام الأخر, والتركيز على معرفة الحقوق والواجبات, كي نعيش كمجتمع أنساني, برنامج عملي يطبق وينتج. فقط نحتاج لإرادة حقيقية للإصلاح.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك