المقالات

فزاعة الهشيم

1399 2014-09-05

مُعظَم المُزارعين، يَضعون تِمثالا مَصنوع مِن القَشِ والخَشَبْ، خَوفا عَلى المَحصول مِن الطُيور، ضنّاً مِنهُ إن هذه الفزّاعة قَد تُخيف الطيور، وتَفنن البعضُ وجَعَلها تَتَحرك بِفعل الهواء، لِتهرُب الطيور مِنها، ظنّا منها أنها شخص اعتيادي. 
يَوم يتلوه يوما آخر، ونبقى نحسب الأيام، وقَد قاربت حياتنا على نهايتها، ولم نعش كحال الدول الآمنة، التي تفكر عوائلها في أي دولة تقضي العطل والتصييف، في أوربا! أو شرق اسيا! ونحن لا نكاد نحصل على قوت يومنا، ولا ينفك يومٌ إلاّ وقد سمعنا، أو رأينا انفجارا بسيارةٍ مفخخةٍ، أو عبوةٍ ناسفةٍ، هنا أوهناك .
طِوال السنواتِ العشرِ الماضية، بقي السياسيون يضحكون على ذقون المجتمع العراقي، من خلال وعود فارغة، ولم يتحقق شيء من تلك الوعود! التي تطرق المسامع، بأننا سنعمل، ولا عمل! وسنبني، ولا بناء! وسنطرق بيد من حديد، وظهرت تلك اليد مصنوعة من الخشب! بل اخف من ذلك، فأموالنا ضاعت بيد السّراق الذي امنوا العقاب من القانون لأنه مشترك معهم لا محالة، وإلاّ لماذا لا تتم المحاسبة! مقاولات مشبوهة لمشاريع وهمية، وما أكثرها! وكثيرون هم ألفاسدين، والقانون عاجز عن محاسبتهم، لانه مشمول بالسرقة، والسياسيون بودقوا ألقانون، حسب ما يريده ألحاكم، وسَيَسُوهْ وجعلوه اضْحوكة لِباقي ألدول، والمنظمات الدولية وضعت العراق في خانة نحسد عليها، وفي مصاف الدول العشر الاولى بالفساد.
بناء الدولة لا يتم عن طريق ألكلام، بل عن طريق الخطط الإستراتيجية، ألمحسوبة وفق التخطيط المحسوب ألنتائج، لأفضل الشركات ألعالمية، والتي تخشى على سمعتها، وتعمل وفق اعلى مستوى من التكنولوجيا والعلم الحديث، وتطمع بأن تنال اكثر من مشروع. 
الحارس الذي تولى المسؤولية، اثبت انه كان كالفزّاعة، والذي كنّا نرتجي منه حمايتنا، سلّمنا بيد الارهاب لقمة سائغة، نتيجة استفراده بالقرار، وتهميش الآخرين، وآخر فلتة من فلتاته، سقوط الموصل! وما تبعه من خسائر بشرية ومادية، اضافة للتضحيات التي قدمناها في سبيل ارجاع وسنقدمها لهذه المدن، ولا ننسى اهمال جانب تسليح القوات العراقية، اِذ بقي الاعتماد على امريكا التي خذلته، وكان الاجدر به الذهاب لكل الدول، وشراء السلاح، بدل هذه الخسائر بالأرواح والأموال . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك