المقالات

بين الموصل وآمرلي .... دروس وعبر

2144 2014-09-05

مدينة الموصل هي مركز محافظة نينوى وثاني مدينة في العراق من حيث السكان بعد بغداد حيث يبلغ تعداد سكانها حوالي 1,5 مليون نسمة. تشتهر بالتجارة مع الدول القريبة مثل سوريا وتركيا. وأغلبية سكان الموصل عرب سنة ينحدرون من خمس قبائل رئيسية وهي شمر والجبور والدليم وطيء والبقارة، ويوجد أيضا مسيحيون ينتمون إلى عدة طوائف وأكراد وتركمان

اما آمرلي فهي تلك الناحية الصغيرة التي تقع في قضاء طوز خورماتو التابع لمحافظة صلاح الدين حيث جميع سكانها من المسلمين الشيعة ويتحدثون اللغة التركمانية نظرا لقوميتهم التركمانية. ويبلغ عدد سكانها 30173 نسمة. وهنا يتبادر الى الاذهان سؤالا ان الموصل برمتها تسقط بأيدي داعش وخلال ساعات محدودة، بالرغم من تواجد أربع فرق عسكرية في هذه المحافظة لم تحرك ساكنا ولم تلق داعش أية مقاومة منها,فما هو السبب؟
وسؤالا اخر هو ان آمرلي الناحية الصغيرة التي عانت من حصار مدمر وآذى فاق العقل تصوره بلغ ثمانون يوما تحت وابل رصاصات التكفير والغدر بطوق يبلغ 360 درجة من داعش الذي خلعت منه الانسانية جلابيبها تقاوم الارهاب وتنتصر عليه .فما هو السبب؟

الجواب هو ان الفرق بين سقوط الموصل وانتصار آمرلي هو الالتزام بخط اهل البيت عليهم السلام .
فمدينة أمرلي كان فوزها وانتصارها ينبع من صدق الإيمان بالمباديء الحقة وسلامة العقيدة التي يحملوها وهي عقيدة اهل البيت عليهم السلام .
لقد كانت ملحمة سيد الشهداء الامام الحسين (ع) يوم عاشوراء متجسدة امام اهالي امرلي بعطائها ومبادئها وقيمها السماوية ودروسها الايمانية العميقة وكانت وتضحيات رجالها الابطال دروسا تعلم منها اهالي أمرلي الشجاعة والتحدي .

لقد كانت صرخة ابي الاحرار وسيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام (( والله لاأعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولااقر لكم اقرار العبيد )) ماثلة أمام اهالي أمرلي يستمدون منها القوة والعزم والتضحية والصبر والبسالة والشجاعة .

لقد حطمت آمرلي حاجز الخوف الذي خلقه اهالي الموصل من داعش يوم ان سلموهم مفاتيح نينوى وبايعوا امير داعش البغدادي فاصبحت نسائهم جواري له ورجالهم جنودا بيده. هذا الذل والانكسار الذي خلقته مدينة نينوى وسجلت من خلاله عارا ثبته التاريخ ولن يمحى مطلقا. اراوا داعش بذلك ان يصورا للعراقيين صورة لهم بعنوان الشجاعة والقوة من خلال سبي الموصليات واجبار الموصليين على البيعة .
لقد فتحوا نينوى لداعش حقدا على شيعة اهل البيت عليهم السلام متصورين ان في ذلك فتح عظيم لهم ,لينقلب السحر على الساحر وتصبح نينوى واهلها اسيرة لداعش وفلول البعث المقبور اتباع الزانية رغد صدام الملعون .

اليوم امرلي واهلها اثبتوا للعالم اجمع ان شيعة اهل البيت عليهم السلام ومنذ اليوم الذي رفع فيه سيد الشهداء عليه السلام شعاره (هيهات منا الذلة) لن يركعوا لاحد مطلقا سوى لله تعالى .

امرلي رفعت راية لبيك ياحسين لتتوحد تحت هذه الراية كل الحشود العسكرية باختلاف توجهاتها معلنة للاستكبار العالمي ان شيعة علي والحسين وفاطمة لن يفرقهم داعشي او بعثي او متخاذل او جبان .

شيعة اهل البيت عليهم السلام اثبتوا للعالم اجمع اننا وان طال به غدر الزمان وتعرضوا للسبي والتهجير والقتل لكنهم لن يفرطوا بمبادئهم الحقة وهو الذين سوف يحملون راية الامام المهدي (ع) لترفرف على كل بقاع العالم معلنين دولة الشيعة الكبرى رغم انف الحاقدين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك