المقالات

بين الموصل وآمرلي .... دروس وعبر

2069 2014-09-05

مدينة الموصل هي مركز محافظة نينوى وثاني مدينة في العراق من حيث السكان بعد بغداد حيث يبلغ تعداد سكانها حوالي 1,5 مليون نسمة. تشتهر بالتجارة مع الدول القريبة مثل سوريا وتركيا. وأغلبية سكان الموصل عرب سنة ينحدرون من خمس قبائل رئيسية وهي شمر والجبور والدليم وطيء والبقارة، ويوجد أيضا مسيحيون ينتمون إلى عدة طوائف وأكراد وتركمان

اما آمرلي فهي تلك الناحية الصغيرة التي تقع في قضاء طوز خورماتو التابع لمحافظة صلاح الدين حيث جميع سكانها من المسلمين الشيعة ويتحدثون اللغة التركمانية نظرا لقوميتهم التركمانية. ويبلغ عدد سكانها 30173 نسمة. وهنا يتبادر الى الاذهان سؤالا ان الموصل برمتها تسقط بأيدي داعش وخلال ساعات محدودة، بالرغم من تواجد أربع فرق عسكرية في هذه المحافظة لم تحرك ساكنا ولم تلق داعش أية مقاومة منها,فما هو السبب؟
وسؤالا اخر هو ان آمرلي الناحية الصغيرة التي عانت من حصار مدمر وآذى فاق العقل تصوره بلغ ثمانون يوما تحت وابل رصاصات التكفير والغدر بطوق يبلغ 360 درجة من داعش الذي خلعت منه الانسانية جلابيبها تقاوم الارهاب وتنتصر عليه .فما هو السبب؟

الجواب هو ان الفرق بين سقوط الموصل وانتصار آمرلي هو الالتزام بخط اهل البيت عليهم السلام .
فمدينة أمرلي كان فوزها وانتصارها ينبع من صدق الإيمان بالمباديء الحقة وسلامة العقيدة التي يحملوها وهي عقيدة اهل البيت عليهم السلام .
لقد كانت ملحمة سيد الشهداء الامام الحسين (ع) يوم عاشوراء متجسدة امام اهالي امرلي بعطائها ومبادئها وقيمها السماوية ودروسها الايمانية العميقة وكانت وتضحيات رجالها الابطال دروسا تعلم منها اهالي أمرلي الشجاعة والتحدي .

لقد كانت صرخة ابي الاحرار وسيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام (( والله لاأعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولااقر لكم اقرار العبيد )) ماثلة أمام اهالي أمرلي يستمدون منها القوة والعزم والتضحية والصبر والبسالة والشجاعة .

لقد حطمت آمرلي حاجز الخوف الذي خلقه اهالي الموصل من داعش يوم ان سلموهم مفاتيح نينوى وبايعوا امير داعش البغدادي فاصبحت نسائهم جواري له ورجالهم جنودا بيده. هذا الذل والانكسار الذي خلقته مدينة نينوى وسجلت من خلاله عارا ثبته التاريخ ولن يمحى مطلقا. اراوا داعش بذلك ان يصورا للعراقيين صورة لهم بعنوان الشجاعة والقوة من خلال سبي الموصليات واجبار الموصليين على البيعة .
لقد فتحوا نينوى لداعش حقدا على شيعة اهل البيت عليهم السلام متصورين ان في ذلك فتح عظيم لهم ,لينقلب السحر على الساحر وتصبح نينوى واهلها اسيرة لداعش وفلول البعث المقبور اتباع الزانية رغد صدام الملعون .

اليوم امرلي واهلها اثبتوا للعالم اجمع ان شيعة اهل البيت عليهم السلام ومنذ اليوم الذي رفع فيه سيد الشهداء عليه السلام شعاره (هيهات منا الذلة) لن يركعوا لاحد مطلقا سوى لله تعالى .

امرلي رفعت راية لبيك ياحسين لتتوحد تحت هذه الراية كل الحشود العسكرية باختلاف توجهاتها معلنة للاستكبار العالمي ان شيعة علي والحسين وفاطمة لن يفرقهم داعشي او بعثي او متخاذل او جبان .

شيعة اهل البيت عليهم السلام اثبتوا للعالم اجمع اننا وان طال به غدر الزمان وتعرضوا للسبي والتهجير والقتل لكنهم لن يفرطوا بمبادئهم الحقة وهو الذين سوف يحملون راية الامام المهدي (ع) لترفرف على كل بقاع العالم معلنين دولة الشيعة الكبرى رغم انف الحاقدين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك