المقالات

البعض يربا بنفسه عن إقتصاد سائب يفتح شهية المفسدين

1605 03:16:53 2014-08-20

الصحفي الكبير فخري كريم، في مقاله الافتتاحي: "من اين نبدأ مكافحة الفساد: من وضع اليد على الملفات المستورة التي روج لها طوال ولايتين" المنشور على الصفحة الاولى من جريدة "المدى" الغراء، يوم الثلاثاء 19 آب 2014، أجاد رَسمَ طريقٍ سهلة المفازات، تؤدي الى منجزات عظمى؛ لو أتبعها رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، بدقة. 
شفيعه في تقديم النصح، للرجل الاول في المرحلة الراهنة، هو نقله احساس العراقيين "المبتلون بداء الفساد المستشري في دوائر الدولة ومؤسساتها.. حتى أخمص القدمين" يستبشرون خيرا بوعد العبادي واستجابته لمطلب المرجعية الدينية، بملاحقة الفساد، الذي استعرضه كريم بعقلية راجحة ونظرة تأملية متمعنة، تبدأ بالحيتان التي مولت قوائم نظير ضمان التستر على فضائحها المالية.. السابقة واللاحقة.. مرورا بكل فنون الفساد التي تفوق سريالية ما بعد السريالية، في العراق المبتلى بـ "حكومة ضد شعبها" منذ أسسته بريطانيا العام 1921 وشكلت جيشا لضرب شعبه.
ومن بين الخطوات الواجب على العبادي اتباعها، فتح ادراج مكتب رئيس الوزراء المنتهية ولايته.. نوري المالكي؛ للإطلاع على الملفات التي احتفظ بها (وهي مخالفة قانونية) كي يوظفها في ابتزاز غرمائه السياسيين، تاركا الشعب يتلظى بتبعاتها، وكثير من المشمولين بها، فلتوا من العقاب بسبب تواطئه وتحفظه عليها وعدم اطلاقها للقضاء.
ناهيك عن الفقرات التي بلغها فخري كريم بذكاء (نبيذي معتق) من حيث "التعاقد من الباطن" والناكلين عن انجاز مشاريع لم يحاسبوا عليها.
نظير هذا التشاؤم، على ارض الواقع، يجب ان نتفاءل بوجود عقليات نزيهة، تهدي الى سواء السبيل وتضيء عتمة النفس الأمارة بالسوء، مثل الاستاذ فخري كريم وكثيرين على شاكلته الرفيعة، وعلو جنابه الاصيل.. مناضلا مثقفا.. في السياسة والاعلام، نحتت كهوف كردستان في أضلاعه كهف شرف وعز نفخر ونحاجج به من يقصي المثقف الى برج عاجي موهوم.
بالمقابل.. ثمة انموذج استثنائي من رجال التجارة والمال والمشاريع، لم يغره انفلات الاقتصاد العراقي نهبا للفاسدين، في الاقدام على الاضرار بشعبه، على الرغم من المظالم التي احاطت به، وبرأته منها المحاكم المختصة، براءة خالصة لله والشعب.
فاضل الدباس تاجر وسياسي، عمل في كليهما، على التوازي.. طرديا، فحافظ على نزاهته برغم اللغط الذي يبتزه.. حثا على خطوات لم يقدم عليها.. ضغط خرافي (يستفسده) الا انه اعتصم بالنزاهة، ولفقوا له تهما تلوثه، برأته منها التحقيقات القضائية اجرائيا وميدانيا، بعد ان سيقت لها سمعته شفاها، فنده الواقع.
ناجح تجاريا وفالح سياسيا؛ إذ حقق ستة مقاعد، بشخصه، وهو بهذا يناظر حزبي "الاصلاح" و"الفضيلة" فردا لوحده، تساوى مع حزبين.. كل على حدة.
هل يحتاج رجل بهذا النفوذ الاخلاقي، ان يلتف لرصد مليون اضافي في حسابه المصرفي!؟ ومعاوية بن ابي سفيان يقول "لا يسرك غائبا من لايسرك شاهدا" وقد شهدنا من غياب الدباس سرورا لم نجد له صدى في حضور سواه من الساسة والتجار، طوال احد عشر عاما ما زلنا نقبض عليها كالجمر.. استنفد المالكي لوحده ثمانٍ منها، لعن خلالها "سنسفيل سنسفيل" الاعلام والسياسة والاقتصاد والامن.. شلل عيش.. ارهاب وعصابة داعش تهزم جيشا يستنزف اكثر من نصف ميزانية العراق.. جيش هرب امام افراد، واتضح ان وزارة الدفاع، طوال ولايتين للمالكي، لم تعنَ بغير صفقات طعام الجنود الفاسدة، والتسليح الذي لم يصل، والدورات التدريبية الوهمية.. خارج العراق، في مصر والاردن وامريكا وبريطانيا وفرنسا، تضم مئات الآلاف من الافراد، وكلها ترصد لها تخصيصات تفوق كلفتها الحقيقية اضعافا، من دون ان يكون لها وجود.. الحقيقة الوحيدة، هي ان الجيش هش، هزم قبل النفخ في الابواق.. جنود فضائيون، يتقاضى الضباط رواتبهم "فلا خبر جاء ولا وحي نزل".
أيهما اطول باعا واضعف جلدا؟ تاجر نزيه وسياسي ناجح، ام مسؤولون تسلطوا على الدولة، فأحالوها خلال عقد من السنوات، الى خراب فاق ثلاثة عقود من جور البعث وطاغيته المقبور صدام حسين.
نزل الدباس بكرمه الى الشارع، بريئا من تهمة "اجهزة كشف المتفجرات الفاسدة" بينما علق السياسيون في مناصبهم، يوظفونها بخدمة ذواتهم ولا يؤدون المهمة المرجوة منهم عبرها.
اذن "دعه يعمل دعه يمر" الشعار الذي فعّله ابراهام لنكولن، العام 1864، في ايقاف امريكا على قدميها اللتين تهاويتا إثر الحرب الاهلية؛ لذا فلندع النزيهين يمرون ونمر معم، بثقة، تنقلنا من عهد ضروس الى رخاء الترفه بثرواتنا، بعد حروب ومعتقلات صدام وارهاب وفساد المالكي.
والدباس ومن هو على وتيرة وطنيته.. صديقي وصديق الشعب، تشده وطنيته الكريمة، للأخلاص فتبينوا عسى ان تصيبوا قوما بجهالة.. بل اتمنى ان نبحث بايرة عن نزيه نساعده في الاستقواء على النفس الامارة بالسوء، وسط اقتصاد سائب يشجع على السرقة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ام الشهداء اميركا
2014-08-20
العر اق لن ولم ينعدل حاله ابدا ابداً لو انطبقت السماء على الارض حيث الفساد والمفسدين تعشعشو في زوايا البلاد ، الفساد ابتدأ من الساسة الذين تربعوا على المناصب او المغانم وهم اصل دخلوا العراق للسرقة الثروة لاغير لم يكن بينهم شريفا او حريصا يقف امام الفساد الكل اشتركوا وبقوا صامتين لانهم الكل يغرف ويغرف دون التوقف وحتى هذه الدقيقة التي كتبت التعليق هناك سرقات اهلكت الميزانية وارجع البلد الى القرون الوسطى والظلام، العراق اذا رب العالمين انزل نبي واللّه يقتلوه لان العراقيين تغيرت اخلاقهم او بات اخلاقهم الحقيقية والتي نحن كنا غافلين عنهم الحمد لله الذين اخرجنا من العراق ولو دفعنا ثمنا كبيرا....
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك