المقالات

اقلبوا الصفحة.. رجاء!.

1355 2014-08-14

تمر الامم بمواقف مفصلية, يحصل خلالها تحول في مسارها, أو أوقات يحصل تغيير كبير أو مهم أثنائها.
لكل مرحلة رجال يقودونها, يكون لهم دور متميز, يقدمون شيئا, يحققون تغييرا في حياة شعوبهم, وهناك بعض أخر يفشل, وتتدرج درجات النجاح والفشل حسب الظروف العامة, وقدرات هؤلاء الرجال, وأهدافهم لتولي القيادة.
الميزة الثابتة لمثل هذه الظروف, وجود من يصر على إعادة الزمن إلى الوراء, لأسباب تتعلق بمصالح شخصية ومنافع, وغيرهم يتمسك بشخوص المرحلة السابقة, لتعلقه بهم نفسيا وشخصيا, وقلة لأسباب تتعلق بمبادئ يرون أن شخوص المرحلة الماضية هم وحدهم من يمكنهم أن يحققوها!؟.
يميل الغالبية لمسايرة عجلة الزمن, وتقبل التغيير, وفهمه على انه تغيير طبيعي في حياة الأمة, فكيف أن كان الموضوع يتعلق بتسليم سلطة!؟.
لم نعتد نحن كعراقيين على فكرة تسليم السلطة, و يعود ذلك لترسبات حكم حزب البعث, وعدم وجود الفكرة أصلا في قاموسه, وحداثة التجربة الديمقراطية لدينا, وفي المرتين التي حصل فيهما تغيير في منصب رئيس الوزراء, كانتا بشيء من الصعوبة والضغوطات بشقيها الخارجي والداخلي.
ما حصل هذين اليومين من ولادة عسيرة جدا, لمن يرشح لتولي المنصب, اظهر بشكل جدي إننا كشعب, لازلنا نعيش حكم الرجل والقائد, ولم نصل لمرحلة أن يكون لدينا استعداد لتقبل فكرة أن الحكم مؤسسة, وليس شخصا واحدا.
من المهم جدا أن نفهم, أن تداول السلطة بشكل سلس وسلمي هو عرف وفهم أصيل في العملية الديمقراطية, وان عرقلة الأمور, ومحاولة الاعتراض بشكل غير لائق أو قانوني, ستكون له نتائج لا تحمد عقباها, وان الأثر الأكبر سيكون في زيادة الانشقاق الاجتماعي, أكثر مما هو موجود الآن..ناهيك عن التعطيل الذي ستسببه والإرباك في مؤسسات الدولة, وكأنها بحاجة لإضافة..فهي بالكاد يمكن تسميتها مؤسسات..ودولة!؟.
حق الاعتراض مكفول وأصيل, ويجب أن نتمسك به, ولكن ضمن سياقات قانونية وسياسية مقبولة, وبشكل لا يؤثر على وضع الدولة والمجتمع, وخصوصا ونحن في ظرف حساس وخطير جدا..على أن لا ننسى إدعائنا جميعا العمل لتأسيس دولة ومنهج ديمقراطي, تكون فيه المصالح العليا للوطن والشعب, فوق المصلحة السياسية الحزبية أو الشخصية؟!.
العراق بحاجة لجهد جماعي كبير, من كل المواطنين والساسة ,باختلاف توجهاتهم.. وليس مطلوبا أن نتخلى عن توجهاتنا السياسية أو الفكرية, بل نحتفظ بها ونراجعها, تقويما وتقريبا لمصالح الوطن والناس, والساسة نحن من نصنعهم..بأصواتنا..فلا يصح أن يجعلونا صنيعتهم ويحركونا كيفما يشاءون.
لنتعلم مما فات, ولا نتوقف عنده, فالوقت ثمين, لنبدأ صفحة جديدة..لكن بعيون مفتوحة تراقب كل شيء..ولا ننتظر أربع أو ثمان سنوات لنتذمر بعدها!.
اقلبوا الصفحة رجاء..لنمضي معا في بناء وطن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك