المقالات

رقصاتٌ أخيرة.. لطائرٍ مذبوح

1767 2014-08-06

مؤخراً نسمع تصريحات هنا وهناك, من بعض المحسوبين خطئاً, على السياسة, علماً أنهم يفتقدون لأدنى درجات الدبلوماسية واللباقة, ويظهر ذلك جلياً, من هجومهم الصريح في تلك التصريحات, على المرجعية الرشيدة, التي بألامس كانوا يتباكون على أعتابها, ظناً منهم أن الفتوى التي أطلقها المراجع, جاءت للحفاظ على الكراسي, وحاشى للمرجعية أن تنظر تلك النظرة الضيقة, فهي ترى أن العراق قبل كل شيء وفوق كل شيء.

أصحاب النظرة الفئوية الضيقة , والمصالح المتقلبة, عندما أيقنوا أن المرجعية تؤيد التغيير, وتدعوا أليه, بدأوا بحملة واسعة للطعن برؤيتها وفتاواها, وحرصها على سلامة العراق, فراح البعض يتهم المرجعية بأنها " لاتحل ولا تربط" , وأن الخطب التي يلقيها ممثل المرجعية تُكتب له نصا, دون علم ٍ أو معرفة بمجريات ألامور على الساحة العراقية! ربما يعتقد أصحاب تلك التصريحات, أن المراجع مشابهين لهم في أفعالهم, يفطرون في الخضراء ببغداد, ويتناولون غداءهم في الحمراء ببيروت, حتى أنهم لا يعرفون موعد جلسات البرلمان, أو الغرض من الجلسة, ( هسة منو الي طلع أطرش بالزفة ؟).

ألاجدر بمن ينوي ألاساءة للمرجعية أن ينظف فاه قبل ان يتحدث, عن المراجع العظام, فشتان بين أفواه تفوح منها رائحة الخمور, وأفواه معطرة بذكر الله, وقلوب مفعمة بحب محمد (عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام), فالمراجع قدرهم معروف ومحفوظ, أما من لا يعرف حجمه, فليدرك أنه الثرى والمرجعية هي الثريا, وشتان بينهما.

أن السيد السيستاني (دام ظله الوارف), دعا للتغيير واكد على تشكيل حكومة تتفق عليها جميع القوى السياسية في العراق, وعلى ما يبدو أن الدعوة لم ترق للبعض, فبدأوا يروجون لفكرة عدم وجود أتفاق بين رؤى المرجعية, وآراء المراجع في قم المقدسة, بأعتبار أن أيران الجارة ألاقرب للعراق, ترفض تغيير الواقع السياسي, وترغب أن تبقى الحكومة الحالية دون أي تغيير يذكر, ألا أن اراء المراجع في قم المقدسة جاءت مؤيدة ومنسجمة مع أراء السيد السيستاني (دام ظله). 

أن مراجع قم جميعا, يتحركون على هدى توجيهات السيد الخامنائي، لأنه المرشد الأعلى للجمهورية الأسلامية، وهو الفقيه الموجه لها، وهم جميعا مؤمنين بولايته على الأمة، ومعنى هذا أن تأييدهم جاء بتوجيه, من السيد الخامنائي وسبق تأييد المراجع أشارات صدرت عن الخارجية الأيرانية, على لسان عبد الهيان، وهو نائب رئيس الدبلوماسية الأيرانية, من أن أيران تدعم أي مرشح يتفق عليه العراقيين عموما والتحالف الوطني, خصوصا بأعتباره الكتلة البرلمانية الأكبر، وقبلها كان هناك تصريح لرفسنجاني، وهو غني عن التعريف، فهو رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، اي الهيئة الأعلى بعد السيد الخامنائي, ولذلك نلحظ تغيرا في موقف كتلة بدر ، التشكيل السياسي الأقرب, الى مرجعية أيران ضمن التحالف الوطني وضمن إئتلاف دولة القانون المالكي إذن بات خارج التوفيق!

بما أن اراء السيد الخامنائي منسجمة مع أراء السيد السيستاني, فيما يتعلق بتغيير الحكومة في العراق, نحو ألافضل, فهذا يفسر تأييد المراجع في قم, للآراء المرجعية, في الغراء في العراق, لانهم يتحركون بناء على توجيهات الخامنائي, وهو يتفق مع المرجعية في النجف الاشرف, وبذلك فأن تصريحات البعض, ممن أصبحوا خارج اللعبة, لا تعدو أكثر من رقصاتٌ أخيرة لطائرٍ مذبوح.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك