المقالات

وقفة مع ثلاثة احاديث لرسول الله (ص)

1458 19:52:43 2014-08-04

هنالك معيار يجب ان يضعه الباحث عن الحقيقة نصب عينيه وهو اسلوب نقاش العلماني او الوهابي فانهما يعتمدون اما الحديث الضعيف فيبداون بسيل من التاويلات والانتقادات للخطاب الاسلامي او انهما يعتمدان حديث هما يفسرانه وفق رؤيتهم او وفق رد معد سلفا من قبلهم فيطعنون بالاسلام ، هذا المعيار هو سنة لدى العلماني والوهابي.

لدينا مجموعة احاديث قالها رسول الله صلى الله عليه واله يمتدح بها الامامين الحسن والحسين عليهما السلام وعمار بن ياسر وابا ذر الغفاري رضوان الله تعالى عليهما، هذه الاحاديث لو نظرنا اليها كمن ينظر الى قدمه فاننا سوف لا نفهم ماذا يقصد رسول الله وهذه النظرة هي من يعتمدها الوهابي والعلماني .

يقول رسول الله صلى الله عليه واله عن ولديه الحسنين : الحسن والحسين امامان قاما اوقعدا .
وعن عمار بن ياسر قال: ويح ‏ ‏عمار ‏ ‏تقتله الفئة ‏ ‏الباغية ‏ ‏يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار قال : يقول ‏ ‏عمار ‏ ‏أعوذ بالله من الفتن. ‏
وعن ابي ذر : ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذر

هذه الاحاديث مذكورة في مصادر الوهابية المعتمدة فلا سبيل للطعن والتكذيب ولكن السبيل في التاويل والتحريف .
البعض شكك في حديث الحسنين الا ان مصادرهم ترفض التشكيك ومنها: الصفوري في نزهة المجالس 2 / 184، والصدّيق القنوجي في السراج الوهّاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج في باب المناقب، وفي الاتحاف بحبّ الأشراف: أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لهما: «أنتما الإمامان ولأُمّكما الشفاعة»(الاتحاف بحبّ الأشراف: 129) وقد ذكر ابن تيميّة نفسه أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال للحسين (عليه السلام): «هذا إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمة تسعة»( منهاج السنّة 4 / 210).

والسؤال هنا ماذا قصد الرسول وان قعدا ؟ يعني القعود هو اغتصاب الخلافة ، والامامة شيء والخلافة شيء اخر فالامامة منصب الهي لا يمكن لاحد ان يغتصب منصب الهي ، بينما الخلافة دنيوية فيمكن اغتصابها بالانقلاب وبالتامر وبتزوير الانتخابات وبالاغتيالات

واما الحديث الخاص بعمار بان الفئة الباغية هي من تقتله ، فهل يعني هذا ان الذي قتل حجر لم يكن باغ وان الذي قتل الحسين لم يكن باغ وان الذي قتل حمزة لم يكن باغ وان الذي قتل ميثم لم يكن باغ ؟ ولكن لماذا قال الرسول عن عمار دون غيره ؟ هنا لابد لنا ولهم النظر الى البعيد لان البعيد لهذا الحديث هو حدث سيشكل على المسلمين معرفة الباغي فيكون الشهيد عمار هم الشهيد على الباغي فله الفصل لمن يجهل علي ويستشهد بعمار في حرب صفين.

والحديث الثالث عن ابي ذر فهل ان سلمان المحمدي ليس بصادق ؟ وهل المقداد وحذيفة وعمار ليسوا بصادقين ؟ فلماذا خص ابا ذر بالصدق ؟ هنا لابد لنا النظر الى البعيد فالغاية من هذا الحديث هو هنالك حدث او احداث ستقع في المستقبل يكون ابو ذر طرف فيها وعندها لا يجب مخالفة ابي ذر بقرينة شهادة الرسول عن صدقه ، فخلافه مع معاوية ومع الخليفة الثالث وما يردده ابو ذر من ايات كريمة مع تفسيرها وفيمن عنت هي الدليل على صدقه بامر رسول الله .

يقول ابن تيمية عن هذا الحديث بانه غير صحيح ودليله المعيار الذي ذكرته اعلاه في كيفية النظر الى هكذا احاديث فانه يقول :" وبتقدير صحّته وثبوته، فمن المعلوم أن هذا الحديث لم يرد به أن أبا ذر أصدق من جميع الخلق، فإن هذا يلزم منه أن يكون أصدق من النبي ومن سائر النبيين ومن علي بن أبي طالب، وهذا خلاف إجماع المسلمين كلّهم من السنّة والشيعة" المصدر ـ منهاج السنّة 4 / 264 ـ 268 ، لاحظوا تاويل ابن تيمية فانه طبقا للمعيار اعلاه، بل زاد على ذلك جعل المقارنة مع الرسول وامير المؤمنين معتقدا انه في تاويله هذا سيسبب الحرج للشيعة ، ولا يعلم اننا مثل هكذا تفاهات لا نلتفت اليها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك