المقالات

جناحان ..معارضة بناءة وحكومة قوية

1068 00:26:13 2014-08-03

عاشت المعارضة السياسية منذ نشأتها أجواءاً مختلفة، حيث جوبه بعضها باضطهاد الدولة وسلطاتها القمعية والدكتاتورية، فيما عاصر بعضها الآخر نظماً ديمقراطية تعددية. وقد ساد العنف والارهاب والتصفيات في الحالة الأولى مما اضطرها للعمل السري واستخدام الأسلوب التحريضي المهاجم كردة فعل للعنف بعنف مضاد. بينما مارست المعارضة في الدول الديمقراطية نشاطها بشكل علني وطرحت برامجها الوطنية بالأسلوب التنويري المقاوم كبديل لبرنامج الكتلة الحاكمة دون خوف أو وجل.

وفي الوقت الذي تخلصت فيه الدول الغربية. والأوربية وبعض الدول الشرقية من الأنظمة التسلطية والشمولية، ونعمت فيها كتل المعارضة بحرية التعبير والعمل المعلن ـ لا تزال المعارضة العربية تجابه بأعتى النظم التسلطية والحكومات الوراثية والانقلابية، وبالرغم من أنها معارضة فكرية اتسمت بالجنوح الى الأساليب السلمية، ونزعت الى الحوار والجدل مع الطرف المقابل ولم تلجأ الى العنف الا اضطراراً وفي حالات نادرة دفاعاً عن النفس ـ برغم ذلك فقد لاقت خصومة عنيفة من قبل السلطات التي عاصرتها.

ولقد كانت المعارضة العراقية ـ بمختلف تياراتها وحركاتها واحزابها ـ متقدمة على جميع أنواع المعارضة في الدول العربية، وسابقة عصرها بتبنيها الأدوات الاقناعية وسعيها الى طرح البديل الايجابي بآليات ديمقراطية بغية إقامة حكومة ديمقراطية ونظام تعددي ينعم فيه الجميع بالعدل، وتتمتع كافة الشرائح بحقوقها. فكان قدرها معاصرة تيار استبدادي قهري متسلط، متصل ومتوارث! حيث تلقت الضربات القاسية تلو الضربات، وعانت الذبح والتصفيات والتشريد منذ تأسيس العراق وحتى سقوط الصنم. ومع ذلك لم تفقد خصوصيتها واستمرت بطرح برامجها التي ازدادت نضوجاً بطول المدة وحكم التجربة. وما التقارب والتضامن بين الأطراف المختلفة والتيارات المتعددة لهذه المعارضة وتصميمها على اسقاط النظام الشوفيني. الاّ دلالة وعلامة بارزة تشير الى أنها معارضة فكرية جوهراً ومضموناً وأنها ترتكز الى منهج ايديولوجي متطور واضح المعالم يستمد وجوده وديمومته من قواعدها الجماهيرية كونها محملة بهمومها ونابعة من صميم واقعها، وقدرتها على معايشة الواقع السياسي والاجتماعي لشعبها دون المساس بتأريخه الزاخر. مع تطلعاته المشروعة لمستقبل زاهر. فإن مصداقية الأفكار تبرز من خلال ارتباطها بالواقع وتبنيها لقضايا الناس وتلبية حاجاتهم الفكرية ومتطلباتهم اليومية مع احترام كامل لطقوسهم ومقدساتهم وتراثهم وتقاليدهم وتمكينهم من معرفة ما يدور في العالم بتحليل مبسط يتناسب ومستوياتهم المعرفية وثقافتهم.

ثم بعد ذلك تتم عملية طرح البدائل بعد قراءة الواقع بدقة ليكون البديل اقرب للمرحلة وأكثر تقبلاً من جيل المرحلة الحالية والتي سبقتها. وتأسيساً على هذا فأن الديمقراطية ستتيح أفضل الفرص لجميع فصائل المعارضة لشرح رؤيتها وايصالها الى الناس من دون تردد وبلا أدنى وجل من تصدي السلطة الحاكمة خاصة اذا لامست تلك الرؤى حاجات الجماهير وضمنت حل مشاكل مجتمع ينوء بأعباء ثقيلة للسلطات المتجبرة التي تعاقبت على حكمه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك