المقالات

خطاب المرجعية الدينية وتحدي السياسيين

1735 2014-07-12

عمار العامري الباحث في الفكر الأسلامي السياسي المعاصر

المرجعية الدينية التي باتت صاحبة المبادرة في القضية العراقية، والتي حفزت الشعب لمواجهة العصابات الأرهابية، حيث أعلنت بصراحة بأن فتوى الجهاد جاءت لأغراض أنسانية ووطنية، ولم تصدر لدعم فئة دون الأخرى أو طائفة على حساب طائفة، فأن الشعور بالخطر المحتق أتجاه العراق ومنع سيطرة (خوارج العصر) على مقدراته، وأستباحته لدماء أبناءه، جعلها تقف بحسم لقيادة المرحلة وبث روح الأمل والتفائل والحماس في الجماهير، بعد التراجع والنكبة والخسارة التي أصابة البلاد، ورغم تلبية نداءها ومشاركة الألاف من المتطوعين في ساحات الجهاد، للدفاع عن العراق هوية وأرض ومقدسات، ومتابعتها الحثيثة لذلك.
كانت توجيهات المرجعية الرشيدة للجميع لاسيما الساسة بالألتزام بضبط النفس وعدم الدخول بالسجالات والمهاترات الأعلامية التي من شأنها تعقيد الأمور وخلق بيئة طائفية وأيجاد حالة من عدم التوافق الذي يضر بالعملية السياسية"التي يأمل لها أن تكون البوابة لأنقاذ العراق من مؤامرات التقسيم، والتصدع في العلاقات بين أبناءه" حتى أخذ البعض المواطنيين بمجارات مايصدر من هولاء الساسة من خطابات طائفية وعنصرية، أذ أن المرجعية الدينية والتي لم تدعو لنفسها ولم تسعى لنيل غايات معينة، أعلنت وبشكل صريح وواضح رفضها لخطابات الساسيين والقادة الذين يتحدثون بلغة (الأنا) التي تعكر الأجواء العراق الذي يمر بمرحلة مهمة وخطيرة من تاريخه، وأن عدم الأكتراث لخطاب المرجعية العليا من قبل الساسة يعني أن هناك نوايا مبيته وأهداف مدروسة لدى هولاء تكمن في:
أولا: التحدي الواضح والصريح للمرجعية الدينية كونها أصبحت صاحبة المبادرة.
ثانيا: أستخدام الخطاب الثوري (الطائفي) وسيلة لكسب ود العوام من الجمهور.
ثالثا: خلط الأوراق في المفاوضات السياسية للتشكيل الحكومة للحصول على المكاسب الشحصية والحزبية.
لذا بات حريا أن الدفاع عن العراق عامة والوقوف بوجه أعداء المذهب خاصة، لا يعني عدم أنتقاد الجهات الحزبية والشخصيات السياسية التي لاتلتزم بتوجيهات المرجعية الدينية، وتحاول تسويق أنفسها بأنها الجهة الوطنية الوحيدة التي تدافع عن حقوق الشعب العراقي، وهذا ما تعكسه الخطابات الأعلامية ومهاترات غير المجدية التي لاتخدم القضية العراقية، وأنما تضر بمصالح الوطن والمذهب على السواء، والذي يوصي علماءه وقادته الوطنيين بالألتزام بمبادئ الأخوة والمحبة والتسامح ونبذ الخلافات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك