المقالات

دلالات السياسة.

1674 01:40:26 2014-07-11

حسين الركابي

مع جل احترامنا الى عمل الدلالة(السمسرة)، وهي مهنة يمتهنها اناس يعملون في بيع، وشراء العقارات، والسيارات، والمواشي، ويعملون بين كل بائع، ومشتري؛ لكنها صفة مذمومة بين الاوساط العامة، كونها تأخذ صاحبها الى الكذب، والصوت الجهوري القبيح، حتى اذا اراد احدا ان يغيض صاحبة، ينعته بالدلال، او الدلالة. 

يبدو ان هذه المهنة بعد 2003 لم يختصر عملها على بيع العقارات، والمواشي فقط، وانما لبست رداء السياسة، وصار لها رواجا كبير بين الاوساط السياسية، والاجتماعية؛ في ظل ساحة مفتوحة، وانهيار نظام دكتاتوري مقيت، واستقطاب أي شيء، وتعطش فئة كبيرة من ابناء الشعب الى السلطة، والحكم كونهم قبعوا تحت نظام شمولي اكثر من ثلاثة عقود. 

الدلالون تبوأوا مناصب كبيرة، ومهمه في الدولة العراقية، وصار لهم رواجا كبيرا بين الفضائيات، والصحف، ومواقع التواصل الاجتماعي؛ حتى جعلوا لأنفسهم اسماء، وصفات لها تاريخ كبير، وعظيم لدى المسلمين عامة، مثل زينب العصر، ومختار العصر، والخنساء، ولسان الطائفة، والمذهب...الخ. 
وهذه الصفات لا تناسب مع ما يحملون هؤلاء من فكر ضحل، ومصداقية، ومنهج؛ لكن اتخذوها غطاء من اجل عبور مرحله معينة، وكسب الراي العام، والتخفي خلفها، هو الذي اوصلنا الى الانهيار، والتشظي الاجتماعي، والسياسي. 

هؤلاء"الدلالين" الذين يجيدون اللعب على جميع الاوتار، والقفز من موقع الى اخر، حسب المواقع التي تجني لهم ارباح كبيرة، كونهم ذا خبرة عالية، اكتسبوها في مسيرتهم الطويلة على يد الحكام، والملوك السابقين. 
الشعب العراقي الذي انتظر طويلا، وتحمل القتل، والتهجير، والطائفية المقيتة؛ التي حرقت الاخضر مع اليابس، خلال العشر سنوات التي تلت سقوط النظام البعثي، وكان يأمل خيرا بحكومة تداوي جراحه، وتلملم أشتاته المبعثرة على يد اصحاب سطوة اللسان، وبائعي الضمير الذين يبيعون، ويشترون بأرواح الشعوب، ومقدرات البلاد، ويعملون على ايجاد شرخا كبيرا بين الطوائف، والقوميات، والاحزاب. 

هذا ما دأبت علية بعض الكتل السياسية العراقية، باحتواء جميع أولئك الدلالين، واصحاب سطوة اللسان، من اجل التغطية على الاخفاقات الحاصلة في ادارة الدولة، والفساد المستشري في جميع مفاصلها، وجعل أولئك سورا كبيرا، وسدا منيعا لصد جميع المشاريع الاصلاحية، والوطنية؛ التي تريد ان ترمم المؤسسات، وتفضح الفساد السياسي، وتجعل العراق في مصاف الدول المتقدمة. 

وقد تبجح كثير من اولئك"الدلالين والدلالات" في برامج رمضانية على انهم لا يحملون سلاح، ولا الة جارحة، وانما يحملون فكر سلطة، وتخندق طائفي، وحزبي، ودفاع عشوائي عن كرسي الحكم؛ فلذلك اعتذر الضيف الاخر عن الحضور، متخذ قول امير المؤمنين علي(عليه السلام) اذا كلمني الجاهل اتعبني، واذا كلمني العاقل اتعبته...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك