المقالات

رمضان أحلى.. وليخسأ الدواعش

1340 00:56:19 2014-07-01

حميد الموسوي

ايها الشهر الكريم: مع انك تطل على العراقيين هذا العام وهم يخوضون حرب جهاد كفائي مقدس لصد اشرس هجمة بربرية تستهدف وجودهم..مع انهم يحاربون على عدة جبهات متداخلة ومتشابكة..مع انهم يعانون ويقاسون مظلومية ازلية ، مع ذلك..ومع غيره فسيعززون جهادهم بصيامك وقيامك واحياء لياليك،فبمقدار ماتحمله من قداسة، وبمقدار ما تحويه من بركات، وبكل المعاني التي تشتمل عليها طقوسك وشعائرك.. نرحب، ونتطلع آملين نحن فقراء الوطن، ضحايا كل العهود والعصور.. وقود كل الظروف.. أدوات كل التيجان والعروش والفخامات والسعادات والمعالي والسمو.. نتطلع متدرعين بصبر صنع خصيصاً لاجلنا، لاعبين دوراً فصل على مقاسنا، محجّمين في زاوية مهملة اختارها الارباب لنا.. مسلحين بـ "عسى، ولعل، وليت" ان يلتفت الينا خلفاء الله على ارضه وظله الوارف ولو خلال ايامك القدسية.
اتدري ايها المقدس ان الجميع بانتظارك.. وأي انتظار؟!.
ينتظرك المتعطشون لدمائنا بعبواتهم واحزمتهم ومفخخاتهم وسيختارون الاسواق ساعة الافطار كعهدهم في كل عام.وهذا العام مستغلين انشغال القوات الامنية بتطهير مدن الموصل والفلوجة وتكريت وديالى من دنس داعش ومشتقاتها وحواظنها واعوانها.
تنتظرك وزارة الكهرباء لتضيفك الى اعذارها: الكهرباء قليلة لانها تدخر وتوفر لفطور الصيام وسحورهم. مع انهم سيفطرون ويتسحرون في حر لاهب وظلام دامس!.
وزارة التجارة ستبرر "نهيبة" المواد من المخازن والشاحنات بسبب انشغالها بتوفير حصة متميزة في رمضان فاستغل المفسدون الفرصة و "تفرهدت" حصة رمضان الدسمة مع ما تفرهد من المواد! .
وكلاء التموينية سيحلفون سبعين يمينا بانهم لم يستلموا شيئاً وهذه المواد كلها مستوردة وخاصة العدس والزيت! من مناشيء الاتحاد الاوربي وبالعملة الصعبة.
باعة الخضار والفواكه "عيدهم ويوم سعدهم" سيبيعون التمر خاصة بالسوق السوداء وسيحلفون انهم استوردوه من "السويد" باليورو.
باعة الثلج ..بحارة البنزين.. باعة الحلويات..والمرطبات
اصحاب المولدات سيجعلون رمضان للادامة والتصليح خاصة بعدما فرضت عليهم مجالس المحافظات تسعيرة جديدة .
موظفو الدوائر سيعطلون المعاملات وياويل من يعترض: "تعال بعد شهرين تره صايم وروحي طافرة"!.
اما المسؤولون السندباديون فسيجعلون شهر رمضان سفرا مفتوحا يجوبون فيه العالم ولا يعودون الا بعد عيد الفطر ،واما من نسيتهم وتناسيتهم.. وأمّا.. وأمّا.. وأمّا. المصيبة المتلتلة والطامة المجلجلة ان معظم هؤلاء "الدواعش" ان لم يكونوا كلهم والذين تحزموا بسبعين حزام كي يشعلوها ناراً وكل من موقعه سيحرصون على صيامك وقيامك وتراويحك وليالي قدرك!.
ومع ذلك كله.. كنا ونظل وسنبقى نتطلع لهلالك مشوقين وبك مرحبين.
فكم فيك من عبر وفرص لمراجعة النفس لمن اراد ان يتراجع ويصلح ويتعظ!.
رمضان احلى.. وليخسأ الدواعش ،والمحتكرون، والانتهازيون، والجشعون، والمقصرون والمتقاعسون ،والمستغلون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك