المقالات

الولايات المتحدة ...وحقيقة التعامل المزدوج

1162 2014-06-28

عبد الخالق الفلاح كاتب واعلامي

ليس هناك من شك بأن الولايات المتحدة الامريكية قيادتها السياسية والعسكرية تتعامل مع الاحداث الجارية في العراق بمزاجية ورغبات واهواء بعيدة عن ما كان يجب ان تقوم به في هذه المرحلة .ان مانتج عن دخول القوات الامريكية في 2003 الى العراق من كوارث لاتقل عن ماكانت تعاني وتمر بالمجتمع قبل هذا التاريخ اي انها لم تفعل شي مفيد سوى اضافة الفوضى والاضطراب الامني وتعاملت مع الاعمال الارهابية بتراخي تام وغزل لايخلوا من تعاطف وخاصة في بعض المناطق الموبوءة لابل كانت تشد ازر الارهابيين واعوان النظام السابق وساهمت مساهمة كبيرة في دخول بعض السياسيين من دعاة الطائفية والعنصرية والكثير من الحاقدين ارض العراق وشعبهمما وفروا حواضن لاعداء شعبهم في المدن المختلفة وتم دعمهم دعماً سياسياً في العملية من خلال وجودهم في مجلس النواب حيث ترى اليوم كيف اجتاح الارهاب في ابشع صوره واشكاله محافظات ومدن ومناطق لوجود منابع ومصادر لدعمهم فيها .كما ان المحيط العربي الان يشعر بأن التجربة السياسية الجديدة في العراق امراً طارئاً اوغير مالوف ومغايرلانظمتهم التقليدية التي تقوم على اسس التوارث في السلطة مهما كانت تسمياتها ملكية او اميرية ليس لشعوبهم اي دخل فيها. ولاتستسيغ التداول السلمي للسلطة ابداً ولاتعرف معناً للديمقراطية وليس للشعب دور في اختيار السلطات وتعتبر هذه المفاهيم تهديداً لأنظمتهم في كل لحظات كياناتهم اليوم والمستقبل والعملية السياسية في العراق باتت تمثل عومل قلق وهاجس خوف لايطاق يزلزل سلطاتهم وعروشهم وهي تفكر بكل جهد لتقسيم العراق وقد حذرت المرجعية الدينية العليا في العراق من مخططات مبيتة لتقسيمه وتفكيكه والجهر الصهيوني بتأييد تلك الخطوات.ان ما ال اليه الوضع بعد عام 2003 من تدمير لمرتكزات الدولة العراقية المهمة مثل الجيش وكامل البنية التحتية واستلام عناصر ضعيفة وغير كفوءة للمسؤولية في ادارة الدولة لاتتمتع بروح المواطنة والانتماء ولم يثبت ولائهم واخلاصهم وحرصهم وعملوا على اشاعة الفساد بكل صوره وظل الامريكان يوزعون الغنائم والفرص والمناصب على قوى سياسية وكيانات واحزاب تراعي مصالحهم لتمكنهم من ذبح العراق وقتل اماله وامانيه في العيش الكريم وضرب كل التعهدات والاتفاقات والمواثيق عرض الحائط بحجة فشل العملية السياسية والحكومة في ادارة الدولة ومحاولة فرض اراداتها في تشكل الحكومة القادمة وفق معايير ومخططات بمنهجية واستراتيجية تهدف لضرب تطلعات الشعب العراقي.لقد عاثت القوى الامبريالية ومن صنعتها في العراق فساداً ويعيش الشعب تداعيات خطيرة ومنزلقات بلوراتها وروجت لها وعملت عليها تلك القوى من اجل سلب خيراته ونهب تراثه وسحق مجده وتاريخه . ان تنصل القيادة الامريكية من التزاماتها بتزويد العراق بالمعدات الضرورية والاسلحة التي استلمت اثمانها (25 مليار دولار لم تنفذ سوى 10%منها) بوصفة عقيمة مأخوذة من الموقف السعودي الخليجي- الصهيوني وبعض الدول الاقليمية من اتهام الحكومة العراقية لطائفية معينة والتي تعني في الحقيقة حكم الاكثرية وفقاً لما افرزتها الانتخابات الحرة والديمقراطية التي تم تأييدها من واشنطن نفسها وكل المنظمات الدولية وبمشاركة جماهيرية عالية وفق استحقاقاتها في الانتخابات تدل على خبث القيادة الامريكية وعدم المصداقية في سلوكها .ولقد تحدث الامين العام للجامعة العربية بكل صراحة في قوله (بأن هناك قوى اقليمية لاتريد نجاح العملية السياسية في العراق و تعمل على زعزعة استقراره و على خلق اضطراب الاوضاع الامنية فيه)كما اكدت جميع المنظمات والهيئات الدولية وعلى رأسهم الامين العام للامم المتحدة السيد بان كي مون من خطورة هذه المرحلة وحذر من التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي للعراق .وطالما ان التجربة السياسية في هذا البلد تمثل خطورة في انتقال عدوها لشعوبهم وتهدد عروشهم فأن هذه الانظمة لن تكف عن تصدير الارهاب ومشاريع الشر بكل اشكاله لدخول العراق وتسعى جاهدة لمحاربة ارضه وذبح شعبه بأموالها وخطوطها سراً وعلناً وعن طريق سماسرة السياسة ليعرضوا خدماتهم في تصعيد الظروف وارتكاب الافعال المشينة دون خجل او رادع اوشعور لتعظيم مكاسبهم الخسيسة. ان العراقييون يتمنون ان توصد الابواب بوجه التدخلات الخارجية والمشاريع الملتوية والمشبوته والاجندات الوافدة والانطلاق نحو روى سليمة وصائبة الصياغة ووضع الحلول والعلاجات الواقعية التي تنعكس نتائجها الايجابية على كافة مكونات المجتمع العراقي . فعلى جميع العراقيين إن يتحدوا ويقفوا مع حكومتهم ويقدموا لها الدعم العام والكامل في محاربتها للارهاب وان يحافظوا على ما تم تشييده من بناء دولتهم الحديثة والمتطورة وما تم انجازه على المستوى الامني وان لا يسمحوا لمن يحاول ادامة حالة عدم الاستقرار و الفوضى وان يكونوا يدا واحدة قوية تضرب العنف والارهاب في كل مكان وتحارب الفساد وتعاقب المفسدين وتبني عراق جديد يكون انموذجا للمنطقة .عراق يسوده القانون .عراق المحبة والسلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كلمة
2014-06-28
اؤيد الكاتب فيما ذهب اليه من ان التدخلات الامريكية وغيرها ستسلب منا حرية صناعة القرار اتمنى ان يكون الامر خاص بنا وحدنا فكيف نستعين بمن صنع الارهاب ؟ اليس في ذلك مغالطة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك