المقالات

مرة اخرى..المرجعية تقلب الموازين

1494 2014-06-17

المهندس زيد شحاثة

على مر تاريخ المرجعية الدينية, كان لها دور مؤثر جدا في الحياة العامة للناس.
قديما وبالرغم من هذا الدور, كانت المرجعية تتجنب التدخل في الحياة السياسية, إلا ما ندر, وبناء على ما تقتضيه المصلحة العامة, أو ما يتطلبه حفظ الدين الإسلامي, فكيف بالشأن العسكري؟!.
بعد سقوط نظام الطاغية العام 2003, ولضغط الشارع وطلبه, وخلوا الساحة, صار دور المرجعية اكبر, ومؤثرا أكثر في الحياة العامة للشعب العراقي, إلا أن المرجعية بقيت لا تتدخل في الشأن السياسي, إلا في الأمور والقضايا الهامة والحساسة, فتقدم النصح والإرشاد, وحسب ما تقتضيه المصلحة, وبناء على حكمتها وتكليفها الشرعي.
أظهرت الأحداث الأخيرة, وما جرى من سيطرة البعثيين والتكفيريين على مدينتي الموصول وتكريت, وبعض القرى الصغيرة حولهما, أهمية دور المرجعية في توحيد الصفوف, والأخذ بزمام المبادرة, وتطمين وتهدئة النفوس, وشد العزم ورفع الهمة, وحث الناس للدفاع عن وطنهم من الخطر الداهم.
كان موقف المرجعية وبيانها, درسا رائعا في كيفية استظهار واستنهاض مشاعر الوطنية الكامنة في نفوس الناس, تلك الوطنية التي دفنها النظام البعثي, بالحديد والنار والقمع والموت,ومحاولات الإفساد وبشتى الطرق للمواطن العراقي,درسا ربما يستحق أن يدرس..ويدّرس.
خلال تلك الأحداث مباشرة, كان جو من القلق والترقب يسود الوضع, لكن بيان المرجعية والاستجابة الفورية والعملاقة, من الكثير من القوى والأحزاب الوطنية, ومن المواطنين البسطاء, قلبت الميزان, بل وصارت ردة الفعل تلك سلاحا رادعا ورسالة واضحة, وأظهرت قوة وتماسك العراقيين, ومقدر ما يمكن أن يصلوا إليه في طاعة المرجعية.
لم نشهد من المرجعية إلا مواقف الحكمة والنصح والإرشاد والرعاية الأبوية, لكننا اليوم شهدنا منها موقف القوة والثبات, والدفاع عن أبنائها, واستنهاضهم للدفاع عن الدين والوطن.
يخطئ كثيرا من يظن أن الشعب العراقي ضعيف, ويخطئ أكثر من يظن أن المرجعية لا يمكنها أن تقلب السحر على الساحر, وتقلب موازين أي مخطط يعد للعراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك