المقالات

سلاماً شرفاء الوطن .. أهلاً بـ"داعش" !

1147 23:10:51 2014-06-12

ظافر الحاج صالح

قد لا يعجبكم ما اكتبه هذه المرة، وربما لا يلاقي استحساناً منكم، ان اكتب عن الشخص المقصود به، بعضكم سيراه هراء، والأخر سيمر عليه مرور الكرام، لكن؛ هذا ما يدور في خلجات نفسي.
كتبت كثيراً مخاطباً الشرفاء في هذا الوطن، من اجل تغيير الوجوه التي لم تجلب له سوى الدمار، لكنهم؛ لم يفقهوا شيئاً مما كتبته، لذلك عمدت إلى مخاطبة الغير شرفاء من خارج وداخل العراق.
تحية سوداوية بلون وشاحك أيها الـ"داعش"، مفعمة بحقد كبير لك ولمن معك، ومحملة بكره لا حدود له، وناكرة لما تدعون بهِ من حقوق، ديانة، ورسالة لا تمت لأي دين سماوي بصلة، لستَ رجل بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ لتتمكن من دخول ارض الرافدين بكامل قواك، ولكننا السبب في سهولة ذلك، لأننا مكنا من لا يستحق، البقاء في السلطة، وجعلناه يستمر بمزاولة نشاطه في دعمك، وخلق الأزمات التي اعتاد عليها.
ها أنا أتأنق اليوم، وأتهيأ لاستقبال النهاية، فقد بت واثقا من قدومها، ولكن؛ افعلها لمرة واحدة في حياتك، وأقدم عليَ ببطولة، برجولة، واجهني بما تعتقده صحيحاً، ثم افعل ما تريد، فقد تثبت لي شيئا؛ انك كافر، ولكنك اشرف من كل سياسي وعدني بالأمان؛ واخلف! وعدني بالرفاهية؛ وعيشني بحصار، وعدني بممارسة الحرية والديمقراطية بكل شفافية، وحاربني تحت ذريعة القومية والحزبية والطائفة، وعدني باستثمار خبرتي ودراستي في بناء شيئا يفخر به بلدي، ومنعني؛ بجعل الميليشيات وجهلاء العقول تدمر ما أحاول بناءه!

انتظرك؛ في البيت، الشارع، السوق، العمل، المقهى، في كل مكان بإسطاعتك الوصول له بسهولة وبدعم حكومي، ولكن؛ شكوكا تراودني في رجولتك، وقدرتك على مواجهتي، ويقيني يفوق إيمانك بما تعتقده؛ انك ستتسلل الى قتلي، كأي لص مدمن على السرقة، إلا انك ستسرق حياتي.
كلانا سيرحل؛ أنا بكامل أناقتي وزينتي وتعطري، فيما يتناثر لحمك العفن بين أرجاء المكان! ملمسها ملائكي تلك الأيادي التي تحتضنني وأنا التقط أنفاسي الأخيرة، وتعتريني ابتسامة غمرتني بلذة الانتصار عليك، لأنك قد رحلت كافرا قبلي! سيجتمع حولي كل من أبي، أمي ،إخوتي، لأودعهم، فيما لا أهل لك! سأغمض عيني بكل هدوء وسكينة، ولا عين لك لترى ما جنيت! أصدقائي وأحبائي سيحملون نعشي، يفتكهم الحزن على فراقي، ودموع فرح تغمرهم لنيلي شهادة الانتصار عليك.

سألتحف راية الوطن كمن سبقني من الأبطال، وسيمر نعشي بين الناس، وهو مفتخرا بحملي شهيدا، يحييهم بصمت، ويردون عليه بالرحمة لي، ستكون جنازتي في طريقها إلى دار السلام، وستؤدى لي التحية العسكرية كلما مررت بنقاط التفتيش التي كرهتها وأنا حي! بينما عمال البلدية يبعدون أشلاءك النتنة، إلى اقرب فتحة تصريف مياه، ستنهمر دموع حبيبتي سراً وخجلاً لأنها تعلم إني بانتظارها في (عليين)، في حين تولول عليك أرملتك بأشد اللعائن على مدى غبائك وجهلك بما تدعيه من التدين، ستكون أمي جالسة عند قبري، ودموعها قد سقت بحر النجف الظمآن، وهي تغسل لوحة اسمي بماء الورد، فيما تتبرأ أمك منك، وتندم على تعبها بك.
حزن شديد، وألم على الفقيد، لكل أحباب الشهيد، ولكن؛ ما أروعه من حزن، فسنلتقي عند رب كريم، وحسبي بعدالته، أن تكون أنت القاتل المجرم؛ وأنا المقتول المنتصر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك