المقالات

الخلافات السياسية بين الصحابة - الشنقيطي

1601 00:48:57 2014-06-11

سامي جواد كاظم

هذا الكتاب يوحي لك عنوانه انه يبحث عن الخلافات السياسية بالاصطلاح الحديث ولكنه سابقا خلافات تشريعية بين الصحابة ، وما لفت انتباهي انه يتحدث بصراحة عن ما يطرح ولكنه بين السطور يضع عبارات تدل على هواه ، بدا الكتاب بمقدمة استطيع ان اقول عنها قيمة وقد اشار الى ضرورة التفرقة بين تقديس المبدا وتقديس حامل المبدا وهذا عين العقل ولكن التفريق لا يعني اهمال احدهما فالتعامل مع المبدا تعامل روحي والتعامل مع حامل المبدا تعامل عاطفي عقلي ، واذا ما غلب احدهما على الاخر حدث الخلل فهنالك موازين دقيقة يجب اعطاء كل ذي حق حقه مثلا الحسين ومبادئ الحسين .
للاسف الشديد خالف الدكتور محمد الشنقيطي بعض مبادئه هو وفي نفس الكتاب ففي الوقت الذي كتب في الكتاب يجب ان يكون الباحث مطلع على المصادر التي تهم موضوع بحثه وان ينقب وبيحث لا ان يركن الى مصدر واحد تجده في كتابه هذا ركن الى ابن تيمية فقط في كتابه منهاج السنة ومجموع الفتاوى بالدرجة الاساس ، وانتقى ما يروق له من عبارات بحيث انه لو اخذ الكتاب اجماعا لوجد فيه الغرائب .
من بين العبارات التي تضمنها كتابه مثلا في المقدمة ص 29 وهو يتحدث عن ضرورة التفريق بين المبدا وحامل المبدا كتب هنالك من وقع بالغلو ولست اعني غلو الشيعة ـ فهذا واضح وضوح الشمس ـ ... 

اقول للدكتور لماذا حكمت على الشيعة باجمعهم ؟ ولماذا لم تذكر اقوال الائمة عليهم السلام والفقهاء من الشيعة الذين يحذرون من الغلو؟ فهل يمكن لنا ان نتهم الازهر او النجف بدعمه لشيوخ التكفير ؟ فهذا مستحيل ، لماذا لم تضع الموازين الدقيقة قبل كتابة المعلومة وليس هذه هي اول هفوة .
نعم هنالك المتطرف السني وكذلك المتطرف الشيعي ولكن لا هذا يمثل السنة ولا ذاك يمثل الشيعة فيجب اخذ مبادئ المذهب من عقلاء المذهب .نعم الموروث التاريخي له اهمية بالغة فمنه نستفيد سواء كانت مثالب او مناقب فالالغاء والاقصاء امر مرفوض .
يجب ان تتصف بالحيادية اخي الشنقيطي في طرح الفكرة ولا تتحدث بميول لاحدهم واذا شطحت كما ذكرت فان بحثك يخرج عن التشخيص الى املاء ارائك ، ذكرت في صفحة 30 بان غير الانبياء ليسوا بمعصومين ، وهذا خلاف السنة والشيعة فالسنة لا تعطي العصمة للانبياء والشيعة تعطي العصمة للانبياء والائمة الاثني عشر فقط ولكل رايه بالموضوع فيجب عليك ان تبتعد عن نقطة خلافية لا تعطيها حقها في التوضيح من مصادر عقلاء القوم للطرفين .وفي ص 39 للاسف الشديد خرجت عن منهجية الباحث المعتدل والحيادي عندما كتبت ان شيخ الاسلام انتقد الذين استفزتهم الخصومة مع الشيعة فقابلوا باطلا بباطل وبدعة ببدعة ...جعلت من الشيعة باطلا ومن يناقشهم هو باطل بسبب جهله بالنقاش فالحكم على الشيعة باطل والاخر لانه يجهل النقاش يصبح باطل وهذا مجانب للحقيقة وبالرغم من انك اخي الدكتور لك محاضرة عن ابن تيمية انتقدته لانه متحامل على الشيعة وغيّر بعض احداث التاريخ لاسيما منها هجوم المغول على بغداد فان ولادته أي ابن تيمية كانت بعد الهجوم بست سنوات وعليه فانه تحامل على الشيعة باطلا ، ومثل هذا التحامل لا يمنح العدالة في كتاباته فلماذا اعتمدته في كتابك هذا ووصفته بالاعتدال ؟رابط انتقادك لابن تيمية هو

http://www.youtube.com/watch?v=yWMCoCbXtt0

في ص40 كتب الشنقيطي عن ابن تيمية ان"بانقضاء خلافة النبوة فيه الذم للملك والعيب له" (مجموع الفتاوى 35/21) وان الملك " متضمن ترك بعض الدين الواجب"(نفس المصدر35/24)...

اقول هل وقفت على هذه العبارة بدقة ؟ ان فيها مداليل خطيرة هي الوقود التي تشعل نار الطائفية الان وفي نفس الوقت هي المعيار الحقيقي لمعرفة الحق عن الباطل ، فمن كان الملك بعد الرسول ؟ وماهو الواجب الديني الذي ترك ؟ اليس هذا المتروك ـ الواجب الديني ـ سبب خلاف وتشقق الصف الاسلامي؟
في الكتاب ملاحظات كثيرة وان سنحت لي الفرصة ساكتب ما اراه مهم وباستطاعة القارئ الكريم اقتناء كتاب الشنقيطي وقراءته بتركيز وان الاطناب الذي منحه الدكتور راشد الغنوشي له هو وجه من اوجه الغلو!!!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك