المقالات

اقتصاد العراق ينضج على نار هادئة تحت ثالثة الاثافي قطاع حكومي قوي يناظره قطاع اهلي واسع بينهما قطاع اهلي واسع بينهما قطاع تعاوني مرن

1259 2014-05-25

عمارطلال


* مفسدون يطالبون بمسامحتهم عند ثبوت الفساد عليهم.. كم هو بشع مجتمع يتحول فيه الباطل الى حق مكتسب 
* عادت الحمامة وفي منقارها ورقة زيتون فتفاءل نوح خيرا


عمار طلال*
مضت دورتان انتخابيتان، شكلتا مجسين عمليين لتشخيص مواطن الخلل والاجادة والوفورات الممكنة والشحة الكامنة، في الإدارتين السياسية والإقتصادية للعراق، ما يمكن اية حكومة ثالثة، من التواصل مع حسنات التجربتين الماضيتين وأخطائهما.
تنقية العراق اقتصاديا من عوالق الماضي، حري به، ان يجعله بلدا ذا قوة مالية ترتقي فوق المعضلات.. ناضج الأداء ومكتمل العزيمة.. ناجز الخطط بوعي عملي مرن. 
لذا أتمنى على التشكيلة الوزارية المقبلة، حال أدائها اليمين الدستورية، أن تؤلف مكتبا استشاريا، يضم ما بين خمسة عشر وخمسة وعشرين إقتصادياً.. محترفين وأكاديميين.. من المدركين لحجم المسؤولية.. الزاهدين بمغرياتها؛ يضعون خطة لخمسين عاما، قائمة على استثمار الوفورات وسد الثغرات، بما يعود على البلد بالمنفعة في الحالتين.
وتلك مهمة صعبة، لكنها ليست مستحيلة على الاقتصاديين الذين يتحدون المعجزات بعلمية نزيهة، مستندين الى صلاحيات واسعة، يتعاطون معها بثقة معصومة من الفساد.
فالعراق ذو ثروات خرافية، بكل اتجاه، قادرة على تحقيق المعجزات، بعصى سحرية...

اللجنة الإقتصادية
ينتدب الاستشاريون الاقتصاديون مجموعة من التنفيذيين لخطة الخمسين عاما، بمعرفتهم واشرافهم، يقومون الزلل ويعمقون الإجادة أثناء العمل، ومن يرونه متواطئا مع مصالحه، على حساب الامانة الموكلة به، يقصونه، من دون مساومة.
وهي خطة ركائزها ثلاث أثاف ينضج فوقها الاقتصاد على نار هادئة: قطاع حكومي قوي يناظره قطاع اهلي واسع، بينهما قطاع تعاوني مرن، يقيل عثرات القطاعين الآخرين ويدعم نقاط قوتهما، لأنه كالولد الشاطر بين امه وابيه.. نتاج كليهما، وكما يقول المجتمع "أبننا يلملم شيخوختنا".
انها أمنية، تراد بها انطلاقة اقتصادية ترصن مستقبل بلد ثري كالعراق، لا يبقى فيه فقير، عندما نستثمر اقتصادنا الى أقصاه، بشكل عملي واع وحكيم، لكن الخوف.. كل الخوف، من "خالتي وبت خالتي" ويحال تطبيق التشريعات الخيّرة، الى أناس أشرار؛ إستناداً الى محسوبيات ومنسوبيات...
فالآية 17 من سورة البقرة في القرآن الكريم، تقول: "اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى، فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين".
وإذا تسلم "اولئك" مقاليد الإقتصاد؛ فسيخسرون ويخسروننا تبعا لهم.. ماديا ومعنويا؛ فكلمة "مهتدون" التي نفاها الله، في هذا الموضع من محكم كتابه المبين "وما كانوا مهتدين" ذات معنيين ديني ومادي، كلاهما يلتقيان عند خسارة "شراة الضلالة بالهدى" انهم خاسرون مرتين.. دنيا وآخرة.

غصن زيتون
فلنخطط لإقتصاد نستعين عليه بصالح أهل المهنة، كما يقول الحديث النبوي الشريف: "إستعينوا على كل مهنة بصالح أهلها" وليس سيء أهلها.
تضافرا مع حكمة مرثد الخير.. قبل الاسلام: "لا توقظوا عقل الشوارد" وكلمة "عقل" هي الاخرى ذات معنيين، ربما جمع "عقلة" اي الرباط الدائري الذي تغل به ركبة الجمل الشارد؛ كي يسيطر عليه، من الهستيريا التي ركبته، الى ان يذبح في الوقت المناسب، لأنه لن تعد جدوى من بقائه حيا للأستخدام التقليدي، وإذا انفلت قبل ذلك، فإنه يحطم كل ما حوله، ثم يلوذ بمجاهل الصحراء.
والمعنى الثاني الايقاظ المعروف لعقول اعتادت عزلة البراري، ولم تدجن، كـ "قطاع الطرق" وأمثالهما، ممن في وقتنا الراهن، عاشوا في دول العالم، على النصب والاحتيال والايقاع بالمغتربين، وعادوا بعد 9 نيسان 2003، يدعون انهم كانوا مناضلين.. وحررونا من النظام السابق، بينما كانوا يتقاضون رواتب من صدام حسين، نظير زرعهم جواسيس وسط المعارضة الحقيقية.
يطالبون الان بمستحقاتهم عن رفاه العيش في الخارج طيلة العقود الماضية، وحقهم بمسامحتهم عند ثبوت الفساد عليهم.. كم هو بشع مجتمع يتحول فيه الباطل الى حق مكتسب.
إن اقتصادنا الثرثار بحاجة الى إدارة رشيدة، فلتحذر التشكيلة الوزارية، تسلل المفسدين.. ثالثة، الى برامج عملها، أما التخطيط والتنفيذ بنزاهة، رغم الجهد الكبير الذي يتطلبه، فهو يسير، إذا توفرت النوايا الجادة والمخلصة والمتفانية بنزاهة، أجد الجميع أهلاً لها إن شاء الله.
فبعد ان ذهب الغراب.. ولم يعد، والبوم.. وانقطع نعيبه، جاءت الآية التوراتية 11 من سفر التكوين: "فعادت اليه الحمامة وقت العشاء، وفي منقارها ورقة زيتون خضراء؛ فعلم نوح ان المياه جفت عن الارض" نسجا على نول الآية القرآنية الكريمة: "تفاءلوا بالخير تجدوه".
amar-tallal@alsumaria.tv

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك