المقالات

صراع الاجيال بين ساسة الماضي والحاضر

1123 2014-05-22

/عدنان السريح

يطلب كثير من الساسة السلطة لذاتها، بمعنى أنه يريد الإنتفاع من وراءها؛ ولا يطلبون السلطة للخدمة الناس .
إذ لم يكن هدفهم هو خدمة الناس، فإنك ترى بعض السياسيين قد وضع نفسه في نفق مظلم، لعدم معرفته بنوايا رؤوساء الكتل التي ينتمون إليها. من هنا فإن المسؤوليات الجسيمة أوقع السياسي نفسه فيها، التي لا يعلم ماذا يراد منها؟، تلك مزالق الشيطان وشفير جهنم بل قعر جهنم.
أما إذا كان السياسي طالباً للسلطة خدمةً للناس، فإن ذلك يثاب عليه، لأنها ستحقق مصلحة الناس، وذلك على قدر إمكاناته وتفانيه ومثابرته في هذا المجال.

مرت على بلدنا كثير من المنعطفات التأريخية والسياسية، التي حفرت على صفحات التأريخ، السنين العشر من التغيير الذي أعقب سقوط نظام صدام، سطر فيها شعبنا أروع صفحات التضحية والفداء، التي رسمها شعبنا بعد سقوط النظام البائد، من نزاعات طائفية وحرب من الإرهاب على بلدنا بكل مكوناته بمختلف العناوين، ومع هذا فإنك ترى أن الشعب لم يرضخ ولم يهن بل إزداد تماسكاً في كل جولة من هذه الجولات؛ لأنه ينطلق من تاريخ تمتد جذوره في أعماق الإنسانية، من أول حرف خَط على وجه الأرض، لأنه ينطلق من عمق الإسلام المحمدي؛ ولا ينطلق من الذي أمنوا بعد الفتح، لأنه ينطلق من دماءً عفرت أرض العراق دماءاً مقدسة شرفت هذه الأرض حين سالت عليها، دماءاً كانت في أصلاب الأنبياء وإنتقلت من طُهرٍ بعده طاهر، حتى إستقرت في ختام النبوة، وبعد النبوة في ختام الوصاية تلك الدماء دماء شهيد الإنسانية، شهيد الإسلام دماءاً من أهل بيت النبوة، كوكبة من أقمار الأرض كان في محرابها دم الإمام الحسين بن علي عليهما السلام. من هذا العمق ينطلق شعبنا من هذا العرش إلى الوجود والى الحرية والديمقراطية بعد إن مارسنا الديمقراطية من خلال صناديق الإقتراع، وفاز العراق لا نقول فازت كتلة أو مكون أو توجه بل فاز العراق.

على العراق اليوم أن ينطلق بكل أبنائه، ليرسم على صفحات التاريخ حروفاً من نور حينما تقرأ بعد عشرات السنين، يفتخر بها أبنائنا ويقفوا أمامها وقفة عز وإجلال وإكبار. عندما يجدون أن رجالات العراق كانوا بمستوى جسامة المسؤولية، التي مروا بها وكانوا يتعاملون معها، بما يملكون من عمق تأريخنا وإسلامنا، مسؤولية يراعون فيها كل العراق من أجل العراق، مسؤولية خدمة السلطة التي تسخر للمواطن لأن هذا المواطن حجمه من حجم عمق العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك