المقالات

الضمائر اذا صحت

1258 02:51:39 2014-05-20

حميد الموسوي

مكسيم برنيه وزير الخارجية الكندية -وبعدما انساه حظه العاثر اوراقا رسمية في شقة صديقته "جولي كوليارد"- قدم استقالته من منصبه اعتذارا لمن حمّلوه امانة خدمة شعبه ووطنه.
اعترافا بخطأ، وجلدا للذات، وموقفا للعبرة. تصرف نبع عن التزام اخلاقي فرضه شرف المهنة، واوجبته صيانة الامانة. رئيس الوزراء الكندي "ستيفن هاربر" قبل الاستقالة معلنا امام حشد من الصحفيين: لقد علم الوزير برنيه بأنه ترك وثائق حكومية في موقع غير آمن، وهذا خطأ بالغ وقد تحمل مسؤوليته وعرض استقالته على الحكومة "...".
اذن خسر الرجل منصبه وكالعادة كانت "المرأة" سببا لحصول هذه المشكلة!. اكيد ان مكسيم تذكر جدته "حواء" وكيف اخرجت جده آدم من الجنة نادما متحسرا لعلمه انه سيجر على اولاده شقاء الدنيا وكدها وهمها وغمها وبلاويها السود من جوع وقهر وظلم وحروب وفاقة وبطالة وفساد و.. "كهرباء"!.
طبعا شبكات التلفزيون وجدتها فرصة فعملت المستحيل لتحقق لقاءاً مع جولي "ام المشكلة" والتي اعترفت بان مكسيم برنيه نسي في شقتها بعض الوثائق، دون الخوض في تفاصيل ذلك الملف. المرأة لم تكذب ولم تنكر مع العلم انها فاجرة حسب رأي "ربعنا" الذين يحرمون الجمع بين الطماطة والخيار في مكان او اناء واحد!.
لقد خسر مكسيم المنصب والمركز والوظيفة، كان باستطاعته التكّتم والتستّر على الموضوع، وحتى لو ظهر فكان بأمكانه اختلاق الف عذر وحجة وتبرير طالما ان الامر بينه وبين صديقة تحرص على سمعته ويهمها مركزه الوظيفي.
نعم كان بأمكانه وكأن شيئا لم يكن لكنه اراد ان يكسب شرف الموقف ويربح شهامة الفرسان ونبل حفظة الامانة.
نسيان ملف تقدم بسببه الاستقالة!. فماذا قدم الذين نسوا ضمائرهم وتناسوا ناسهم الذين وثقوا بهم؟!
ماذا قدم الذين اضاعوا شرف المهنة واصالة الموقف؟!
ماذا قدم خونة الامانة والوديعة والواجب؟!
وماذا سيقدم الذين تسببوا في ذبح هذا الشعب الصابر وتخريب كل شيء جميل فيه وهدروا ثرواته الوطنية؟!
ماذا سيقدم الذين تسببوا في فجائع العراقيين وتهجيرهم وثكلوا الامهات ورملوا النساء ويتموا الاطفال؟!
ماذا سيقدم الذين خدعوا الابرياء والطيبين بشعارات زائفة ثم تنكروا لهم واداروا الظهور وانغمسو في الملذات وتمسكوا بالكراسي التي اوصلتهم اليها اصوات اولئك الطيبين؟!
ماذا سيقدم الذين مازالوا يفسدون ويختلسون ويظلمون ويرتشون ويستغلون مناصبهم ويدخرون الوظائف لاقرب الاقرباء واعز الاصدقاء؟!.
ماذا.. وماذا ..وماذا؟
هذا اذا صحت الضمائر.. وصلحت السرائر ونشرت مافيها المقابر.. بقدرة قادر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك