المقالات

الضمائر اذا صحت

1341 2014-05-20

حميد الموسوي

مكسيم برنيه وزير الخارجية الكندية -وبعدما انساه حظه العاثر اوراقا رسمية في شقة صديقته "جولي كوليارد"- قدم استقالته من منصبه اعتذارا لمن حمّلوه امانة خدمة شعبه ووطنه.
اعترافا بخطأ، وجلدا للذات، وموقفا للعبرة. تصرف نبع عن التزام اخلاقي فرضه شرف المهنة، واوجبته صيانة الامانة. رئيس الوزراء الكندي "ستيفن هاربر" قبل الاستقالة معلنا امام حشد من الصحفيين: لقد علم الوزير برنيه بأنه ترك وثائق حكومية في موقع غير آمن، وهذا خطأ بالغ وقد تحمل مسؤوليته وعرض استقالته على الحكومة "...".
اذن خسر الرجل منصبه وكالعادة كانت "المرأة" سببا لحصول هذه المشكلة!. اكيد ان مكسيم تذكر جدته "حواء" وكيف اخرجت جده آدم من الجنة نادما متحسرا لعلمه انه سيجر على اولاده شقاء الدنيا وكدها وهمها وغمها وبلاويها السود من جوع وقهر وظلم وحروب وفاقة وبطالة وفساد و.. "كهرباء"!.
طبعا شبكات التلفزيون وجدتها فرصة فعملت المستحيل لتحقق لقاءاً مع جولي "ام المشكلة" والتي اعترفت بان مكسيم برنيه نسي في شقتها بعض الوثائق، دون الخوض في تفاصيل ذلك الملف. المرأة لم تكذب ولم تنكر مع العلم انها فاجرة حسب رأي "ربعنا" الذين يحرمون الجمع بين الطماطة والخيار في مكان او اناء واحد!.
لقد خسر مكسيم المنصب والمركز والوظيفة، كان باستطاعته التكّتم والتستّر على الموضوع، وحتى لو ظهر فكان بأمكانه اختلاق الف عذر وحجة وتبرير طالما ان الامر بينه وبين صديقة تحرص على سمعته ويهمها مركزه الوظيفي.
نعم كان بأمكانه وكأن شيئا لم يكن لكنه اراد ان يكسب شرف الموقف ويربح شهامة الفرسان ونبل حفظة الامانة.
نسيان ملف تقدم بسببه الاستقالة!. فماذا قدم الذين نسوا ضمائرهم وتناسوا ناسهم الذين وثقوا بهم؟!
ماذا قدم الذين اضاعوا شرف المهنة واصالة الموقف؟!
ماذا قدم خونة الامانة والوديعة والواجب؟!
وماذا سيقدم الذين تسببوا في ذبح هذا الشعب الصابر وتخريب كل شيء جميل فيه وهدروا ثرواته الوطنية؟!
ماذا سيقدم الذين تسببوا في فجائع العراقيين وتهجيرهم وثكلوا الامهات ورملوا النساء ويتموا الاطفال؟!
ماذا سيقدم الذين خدعوا الابرياء والطيبين بشعارات زائفة ثم تنكروا لهم واداروا الظهور وانغمسو في الملذات وتمسكوا بالكراسي التي اوصلتهم اليها اصوات اولئك الطيبين؟!
ماذا سيقدم الذين مازالوا يفسدون ويختلسون ويظلمون ويرتشون ويستغلون مناصبهم ويدخرون الوظائف لاقرب الاقرباء واعز الاصدقاء؟!.
ماذا.. وماذا ..وماذا؟
هذا اذا صحت الضمائر.. وصلحت السرائر ونشرت مافيها المقابر.. بقدرة قادر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك